لم نُخلق في هذا الكون على وتيرة واحدة، فكل منا مميز بطريقة ما، وتضرب لنا "أنهار بيومي" أروع الأمثال في التحدي والإصرار، ولدت أنهار بثقب في القلب، وضمور في العضلات والأطراف مما يجعل حركتها صعبة، ولكنها عزمت على أن تعيش حياتها مثل الجميع، وطالما حلمت باستكمال تعليمها وحققت حلمها بتخرجها من كلية التجارة جامعة بنها.أنهار بيومي بنت محافظة المنوفية مركز قويسنا، تحب الحياة وتكوين الصداقات وتهتم بأزيائها وأناقتها، شجعها والديها على أن تعيش حياتها بصورة طبيعية وترفض نظرة المجتمع لها، فأصبح التعليم غايتها، فعلى الرغم من إحباط الكثيرين لها، والتقليل من شأنها بالاكتفاء بمرحلة التعليم الإعدادية فقط، صممت على أن تكمل تعليمها وتحصل على مؤهل عال.قالت والدة أنهار لـ صدى البلد، إنها كانت تعمل مدرسة في إحدى قرى محافظة المنوفية، ولكنها حرصت على نقل أوراقها لمدرسة ابنتها مع دخولها التعليم، لتكون معها وتشجعها وتأخذ بيدها، خصوصًا مع تنمر الطلاب الذين في مثل أعمارها عليها، وكانت تشد من أزرها في كل مرة يصيبها اليأس بسبب كلمات تخرج من أفواههم حول حالتها.واستكمل الأب المسيرة عندما دخلت أنهار الجامعة، أصبح والدها هو المسؤول عن حملها كل يوم إلي الجامعة وتوصيلها، الأمر الذي كلفه الكثير من الجهد والوقت والمال، ولكنه كان يستشعر سعادتها ويفرح لفرحها.وذكرت أنهار عن شعورها في أول يوم بالجامعة إنه كان شعورا مزدوجا، ما بين الفرح والخوف، فتتحمس لبداية مرحلة جديدة ولكن تخشي ردود فعل المحيطين بها في ذات الوقت، وبدأت تتكيف مع الوضع حتى اعتاد الجميع عليها وكونت صداقات جديدة.وتابعت أنهار بيومي أنها تبحث مؤخرا عن وظيفة مناسبة، فعلى الرغم من رفض الكثير توظيفها، وجرحها بالكلمات الصعبة، إلا أنها ترفض أن تظل حبيسة بالبيت، فبعد التخرج أصبح روتين يومها مملا، لم تعد تخرج باستمرار إلي الشارع، ولم تقابل أحدا من الناس، مما يؤثر بشكل كبير على حالتها النفسية.وأنهت أنهار حديثها بدعوة للجميع بعدم التنمر، فقد عاشت الكثير من الآلام بسبب كلمات أو نظرات البعض لها، ولكن بسبب تشجيع والديها استطاعت أن تعزز ثقتها بنفسها، وعلقت قائلة: "عاوزين نلغي الفكرة دي، احنا زينا زي أي حد وأحسن كمان".وتتمنى أنهار أن يتم تكريم والديها عن مجمل تعبهم معها، فاستحملوا معها الكثير، وتهديهم نجاحها وتتمنى أن يفتخروا بها دائما فهم مصدر دعم وتشجيع دائم طوال حياتها.
مشاركة :