مساعٍ لإدراج فن «الفجري» على قائمة التراث غير المادي

  • 12/29/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون أن هيئة البحرين للثقافة والآثار سترفع ملفًا خاصًا بفن «الفجري» والذي يعتبر أحد أعرق الفنون الشعبية البحرينية، وتتطلع لإدراجه على قائمة التراث غير المادي في قوائم اليونسكو.جاء ذلك خلال استضافتها في برنامج «ترابط 3» الذي ينظمه معهد التنمية السياسية مساء يوم أمس الأول «الأحد».وقالت مدير عام الثقافة والفنون إن البحرين تفخر بتسجيل 3 مواقع مهمة على قائمة التراث الإنساني العالمي لليونسكو، وهي كل من مشروع طريق اللؤلؤ وموقع قلعة البحرين ومدافن دلمون، ويعتبر ذلك نواة لوضع المملكة على خارطة السياحة الثقافية، كما أنه اعتراف دولي بأهمية الإرث التاريخي والحضاري، ونحن نعتز بأن الزوار يقصدون هذه المواقع من كل مكان في العالم.وأضافت: «نحن مهتمون بالمحافظة على تلك الموقع، كما إننا نولي اهتمامًا بإطلاق برامج مناسبة تستقطب الزوار والسياح وتضفي عليها طابع التجديد، للتعريف بأهمية تلك المواقع ومميزاتها، خاصة وأن كل موقع يختلف تمامًا عن الآخر، ونحرص على التواصل مع المجتمع لتسليط الضوء عليها»، مؤكدة أن الهيئة تؤمن بأهمية مضمون السياحة الثقافية التي تعتمد بشكل كبير على المواقع الأثرية.ولفتت إلى أن تنظيم ملتقى التراث غير المادي يأتي تأكيدًا على الاهتمام بهذا الملف، والذي تم تحويله للفضاء الإلكتروني استجابة للظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم هذا العام، إذ تناول الملتقى عددًا من المواضيع مثل المطبخ الشعبي، العرضة، النخيل، وغيرها، وسيتم عقده سنويًا في شهر سبتمر.وقالت: «أطلقنا أيضًا سلسلة التاريخ الشفوي وهي عبارة عن لقاءات مع شخصيات متنوعة للحديث عن تراث وتاريخ البحرين في شتى المجالات، لحفظ رواية وذكريات هذه الشخصيات».وفيما يتعلق بترشيح الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار لمنصب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، أكدت أن هذه محطة مهمة وحدث استثنائي ونأمل بأن تحصل على هذا المنصب، خاصة وأن برنامجها واعد جدًا وسيكون له انعكاس مهم على جميع الدول.وأشارت إلى أنه بالرغم من تحديات جائحة كورونا، واصلت الهيئة برامجها وفعاليتها تحت شعار «أقرب عن بُعد»، وقد انطلق مهرجان صيف البحرين في موعده عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ثم مهرجان الموسيقى الدولي، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة والفعاليات التي لاقت تفاعلاً على منصات التواصل الاجتماعي لحسابات الهيئة، وكانت هناك فعاليات وأمسيات جميلة تم عقدها مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية، مثل الحفلات التي أقيمت في موقع قلعة البحرين والتي حضرها المهتمون وتواجدوا بالسيارات.وقالت: «واجهنا مشكلة غياب الجمهور، وحين أصبحت الجائحة جزء من حياتنا، أصبحت جزءًا من التحدي، وأطلقنا مسابقات كجزء من الحراك الثقافي لكسر حالة العزلة، ولاقت تلك المسابقات تفاعلاً وإقبالاً من الجمهور».ولفتت إلى أن الهيئة مستمرة في إطلاق المبادرات المتجددة، وتضفي عناصر التغيير على كل المواقع ذات الأهمية، منها المعارض الزائرة، والعروض التي يتم استقطابها من مختلف أنحاء العالم والتي يستضيفها متحف البحرين الوطني، والذي يعد صرحًا ثقافيًا مهمًا جدًا، وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن للزوار خلال هذه الفترة زيارة معرض الفن الإسلامي، والذي انطلق بالتزامن مع اليوم العالمي وهي مبادرة اقترحتها مملكة البحرين التي وافقت عليها الدول الأعضاء في اليونسكو.وأضافت: «فضلاً عن جانب التجديد والتغيير، لدينا اهتمام بالجانب الأكاديمي، إذ يستضيف المتحف محاضرات ثقافية مهمة، ويحرص على توفير الكتيبات اللازمة في كل الفعاليات».وفيما يتعلق بالمسرح الوطني، أشارت إلى أنه يعد واجهة ومَعلمًا أساسيًا يوازي في جماله عمارة المتحف الوطني، وقد تم إنشاؤه بدعم سخي من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى تحت مظلة مشروع الاستثمار في الثقافة.وأوضحت أن البحرين استطاعت من خلال المسرح استضافة عروض عالمية تحتاج لتقنيات عالية جدًا، ويتم استخدام بهو المسرح لفعاليات مختلفة، بالإضافة إلى المسرح المرن الذي يستضيف محاضرات وندوات للمثقفين.ولفتت إلى أن هناك 5 مسارح أهلية في البحرين تطل من موسم لآخر، ونسعى لأن تصل لأكبر عدد من الجمهور، وتشجيعًا منا على الحركة الثقافية والمسرحية، فإن الصالة الثقافية مفتوحة للجميع بدون رسوم.وأكدت على إيمان الهيئة بأهمية الكتاب؛ لأن الفعاليات تنتهي والكلمة تبقى، لذلك هناك دائمًا نص مكتوب يوازي كل حدث، ونحن نعمل على مشروعين مهمين؛ الأول هو مشروع «النشر المشترك» الذي يتيح للشعراء والروائيين أن يطبعوا كتبهم، وهناك عناوين كثيرة نحرص على المشاركة بها في المعارض والمشاركات المحلية والدولية، ونفخر بأن ندعم الكاتب البحريني سواء كان مخضرمًا أو شابًا.وأضافت: «لدينا مشروع نقل المعارف وهو أحد أبرز المشاريع الذي يعنى بترجمة كتب في الأدب والتاريخ والفلسفة إلى اللغة العربية، ونعتز بترجمة المراجع الفنية للغتنا العربية لأول مرة».وتابعت: «لابد من التأكيد على استمرارية مجلة البحرين الثقافية التي تتضمن مواضيع تعنى بالفنون والثقافة على المستوى العربي، وقد تحولت لمجلة إلكترونية موجودة على موقع هيئة البحرين للثقافة والآثار».وقالت: «دشنت الهيئة مشروع صنع في البحرين بمناسبة احتفالات البحرين بالعيد الوطني، والتي قام من خلالها مجموعة من الشباب المبدعين بتحويل الحرف التقليدية إلى منتجات متطورة وجديدة ومتقنة».وتابعت: «لابد من الإشارة إلى مصنع النسيج الذي تم افتتاحه مؤخرًا في بني جمرة، والفرحة التي عمت القرية يوم الافتتاح، وقد تم تصميمه بطريقة مستوحاة من سعف النخيل والعمارة التقليدية، ونعتقد بأن وجود هذا الصرح الذي تمت تهيئته لتطوير الحرفة ليكون المصنع وجهة سياحية، وأنا سعيدة بأني تعرفت على طفل صغير اسمه مهدي وهو نساج، كانت سعادته تغمر عيناه وهو ينسج ويؤكد أهمية الحفاظ على هذه الحرفة».

مشاركة :