ليت الزمان يعود

  • 8/26/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كانت الأندية في يوم من الأيام هي الحاضنة لجميع أبناء مناطقها، حتى وصل الأمر في تلك الأيام الجميلة أن معظم أبناء المناطق يقضون أوقاتهم في أنديتهم أكثر من قضاء أوقاتهم في منازلهم، وكانت الأندية في ذلك الزمن الجميل مكانا نقيا ونظيفا يجتمع فيه أبناء المنطقة بكل حب ومودة ويتبادلون الأحاديث التي تهتم بمناطقهم وليس الحديث فقط عن الفرق التي تمثلها أنديتهم. كذلك كان هناك وعي كبير بأهمية الدور الثقافي والتوعوي، وكانت معظهم الأندية تشارك بالمسابقات الثقافية والمسرحية، كما كانت الأندية هي من تقوم بتصدير أفضل الكفاءات من أجل تدعيم المنتخبات الوطنية. بالطبع كل ما ذكرته قد تلاشى اليوم وأصبحت أنديتنا شبه خاوية من حضور أبناء المناطق إلا ما ندر، وأصبحت الأندية مشغولة في العمل ضد فلان وعلان واللهث وراء النتائج الآنية ضاربين المستقبل بعرض الحائط، كما أن الأندية اليوم أو معظمها أصبحت لا تصدر الكفاءات الجيدة القادرة على العمل بالمنتخبات الوطنية، ولعل ذلك انعكس بشكل مباشر على اداء الاتحادات. اعتقد أن معظم الأندية اليوم أصبحت طاردة وليست حاضنة لأبناء مناطقها كما كان هو السابق، وخير دليل على ذلك هجرة معظم أبناء الأندية عن النادي الذي ترعرعوا فيه وعاشوا أجمل أيام حياتهم فيه، ولا يمكننا أن نقول أن اختلاف الزمن هو السبب الرئيسي وراء ذلك، لأن هناك أصول ثابته لا يمكن أن يغيرها الزمان، وإن كانت هناك بوادر للتغير في الزمان والاهداف فنقول ليت الزمان يعود وترجع أنديتنا كما كانت في السابق. أتذكر في السابق عندما يريد ولي الأمر أن يطمئن على ولده يرسله النادي لكي لا يكون لديه الوقت الكافي للإنحراف، وهذه كانت القيمة الحقيقية التي انشأت من أجلها الأندية، ولكم اليوم أن تنظروا بعض شبابنا المتسكع في الأماكن العامة وكل ما يهمه تحسين شكله وإيذاء الناس. يجب على الأندية اليوم الاهتمام بأبناء مناطقها وأن يكون الشغل الشاغل لمجالس الإدارات هو احتضان جميع ابنائها وزجهم في برامج تعليمية وترفيهية لتكون هناك علاقة ما بين أبناء المنطقة والنادي، وبالطبع هذا ليس على حساب كرة القدم وتطويرها. ليت الزمان يعود أقولها وقلبي يعتصر ألماً، أنا هنا أتحدث وأنا من مواليد السبعينات فما بالكم عن لسان حال ممن هم من مواليد الخمسينات والستينات، بالطبع لسان حالهم فيه كلام يفوق ما قلته وبكثير، وللحديث بقية طالما في العمر بقية.

مشاركة :