لن أتحدث عن الماضي حتى لا أتهم بأنني إنسان رجعي أو متخلّف، ولكن واقع الحال المعاش أحيانًا يتطلب الحديث عن الماضي، خاصة متى ما كان الماضي ماضيًا جميلاً. في السابق القريب وليس البعيد كانت معظم أنديتنا ناجحة في تصعيد لاعبيها من فئة الشباب إلى الفريق الأول، بل أكثر من ذلك بكثير، حيث إن معظم أنديتنا كانت تقوم بتصعيد لاعب أو أكثر من فئة الناشئين إلى الفريق الأول متى ما كان هناك لاعبين تلفت الأنظار لما يمتلكونه من مهارة فنية. اليوم واقع يقول خلاف ذلك إطلاقًا، فاليوم باتت معظم أنديتنا تعتمد على التعاقد مع لاعبين الفرق الأخرى والبقية هم من اللاعبين المحترفين الأجانب، أدرك أننا نعيش فترة من المفترض أنها احتراف ولكن هل ذلك يعني أننا نهمل أبناء النادي من اللاعبين الشباب الذين ربما يظلمون كثيرًا لاعتماد أنديتهم على شراء لاعبي الأندية الأخرى. يفترض يتم إعادة دراسة هذا الموضوع من جديد، ومتى ما كان أي نادي بحاجة لشراء بعض اللاعبين، فالأمر حينها سيعتمد على بعض المراكز التي لا تمتلكها الأندية، وعادة يكون النقص في مركز أو اثنين وليس فريقًا كاملاً كالحاصل اليوم في معظم أنديتنا، وخاصة الأندية الكبيرة. لذلك أقول ليت الزمان يعود يومًا، وإذا ما تحدثت عن هذا الموضوع فإنني أتحدث عن فترة ربما كان لي النصيب بالعمل فيها، حيث من الذكريات الجميلة أنني كنت ملازما مع أي مدرب يتولى الإشراف على الفريق الأول لكرة القدم بنادي الرفاع الشرقي ونذهب سويا لمعظم مباريات فريق الشباب من أجل أن يقف المدرب على مستوى اللاعبين عن قرب لكي يستفيد الفريق الأول من اللاعبين الشباب، فهل نرى أنديتنا تراجع نفسها وتعمل كما العمل في السابق ونرى لاعبين جدد من فئة الشباب تبدع في ملاعبنا؟ أو نستمر ويعتبر البعض كلامي كلام متخلف ورجعي؟ وللحديث بقية طالما في العمر بقية.
مشاركة :