رجح موقع (إيران إنترناشيونال) أن يشهد 2021 غضبا شعبيا عارما في طهران، وضبابية أكثر من المشهد السياسي والاقتصادي، مع تراجع صحة المرشد علي خامنئي.وأشار في تقرير لقناة (الحرة) الأمريكية إلى أن رحيل خامنئي قد يدفع الشعب الإيراني للنزول للشارع والمطالبة بالحرية ووقف القمع، الأمر الذي ربما يفسر لماذا عملت إيران على تعزيز قوة مكافحة الشغب وغيرها من أقسام الأمن القمعية. وتوقع الموقع أن تشهد الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر يونيو المقبل تغيرات عاصفة تسهم في رحيل الرئيس الحالي حسن روحاني وسيطرة المتشددين على الحكم، وأن تتزايد الخسائر الاقتصادية جراء انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).بداية مروعةإذا كان عام 2020 بدأ بشكل مروع في إيران تمثل في مقتل الرجل القوي قاسم سليمان قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، فإن نظام الملالي أنهى العام وهو على شفا حرب شاملة، لكنه يراهن كثيرا على العام الجديد.كان مقتل أشهر شخصية عسكرية لديها مجرد مقدمة لمجموعة من الأزمات وقفت بوجه إيران، وتمثلت في تضاؤل الموارد المالية بسبب العقوبات الأمريكية، وتعزيز التحالفات الإقليمية بين العديد من الدول العربية وإسرائيل التي تستهدف بشكل أساسي إيران، ووباء (كوفيد 19)، وفقدان ثقة الشعب المصداقية، وخطر الاضطرابات الدائم.وأكد الموقع أن مقتل سليماني هزم إيران وأحرجها، وقال «كان سليماني رمزا لنفوذ إيران الطويل وطموحها العسكري في الشرق الأوسط، واعتمدت طهران عليه لتهديد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، لكن في الثالث من يناير رحل سليماني إلى الأبد، وأثبتت الأحداث التي تلت مقتله أنه كان شخصية لا يمكن تعويضها بسهولة أو بسرعة».انتقام مؤجلهددت إيران بانتقام شديد اتضح أنه ليس أكثر من هجوم صاروخي على قاعدة عين الأسد في العراق، حيث تتمركز القوات الأمريكية، وإن كان ذلك مع تحذير مبكر لتمكين الأمريكيين من إخلاء القاعدة أو الاحتماء قبل القصف.وبعد ساعات، أسقط الدفاع الجوي للحرس الثوري الإيراني طائرة ركاب أوكرانية أقلعت من مطار طهران، ظنا أنها صاروخ كروز أمريكي، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا.في بداية الأزمة حاول النظام الإيراني التستر على كواليس إسقاط الطائرة الأوكرانية، مدعيا أن مشكلة فنية أدت إلى الكارثة الجوية.اعتراف الحرسوبمجرد أن اعترف الحرس الثوري الإيراني بإطلاق صاروخين، ادعى قائد القوة الجوية التابعة للحرس أن خطأ بشريا أدى إلى مقتل 176 شخصا.ثم اندلعت الاحتجاجات في طهران وفي أماكن أخرى، فهاجمت الشرطة المتظاهرين واعتقلت العشرات منهم، بمن فيهم دبلوماسيون كانوا يشاهدون وقفة احتجاجية في إحدى الجامعات في العاصمة.وبينما كانت الدراما مستمرة، تهيأ النظام لإجراء انتخابات برلمانية، وحينها جادل الكثيرون بأن النتائج ستغير المشهد السياسي في إيران، حيث وعد المتشددون في البلاد، الذين كانوا على وشك الفوز بمجلس النواب، بإسقاط الرئيس حسن روحاني.إخفاء كوروناوفي ظل انشغال السياسيين والمسؤولين بالحملات الانتخابية، وجد فيروس كورونا، الذي ظهر أولا في الصين، موطئ قدم في مدينة قم الدينية، حيث قيل «إن 800 من طلاب المدارس الدينية الصينيين والعديد من التجار الصينيين حملوا الفيروس».وخوفا من أن يؤدي الفيروس إلى ثني الناس عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع، نفت الحكومة الشائعات حول انتشار الفيروس في البلاد. لكن كانت فقدت بالفعل ثقة الشعب بعد إنكارها للتقارير عن إطلاق الحرس الثوري الإيراني صواريخ على طائرة مدنية.وقبل أن تنتهي المنافسة الشرسة بين المحافظين الإيرانيين في المجلس على مقعد رئيس مجلس النواب بحل وسط، تمثل في منح المنصب لعمدة طهران السابق محمد باقر غاليباف، كان مرض (كوفيد-19) قد انتشر بالفعل إلى مقاطعات جيلان ومازاندران وأصفهان، مما أسفر عن مقتل الآلاف في غضون بضعة أشهر.تشابكات وتوتراتلم تمنع هذه التشابكات، بما في ذلك التوترات مع الولايات المتحدة، ووباء فيروس كورونا، والمشاكل الاقتصادية، والمأزق السياسي داخل البلاد، سلطات إيران من ممارسة الضغط على الشعب، فكثف النظام محاكمة المعارضين وأعدم السجناء السياسيين وفرض على المواطنين العاديين أنظمة دنيوية مثل الزي المحافظ.وأشار موقع (إيران إنترناشيونال) إلى مشاكل إيران الأخرى، بما في ذلك التوترات مع لاعبين إقليميين، وطموحاتها الإقليمية وعملياتها المزعزعة للاستقرار في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان بعد مقتل سليماني، فضلا عن مشاكلها الاقتصادية واسعة النطاق التي يمكن أن تسبب احتجاجات في أي لحظة، مرجحا أن تلاحق هذه الأزمات إيران في 2021.وتطرق إلى محاولة إيران التفاوض مع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بادين بشأن رفع العقوبات المفروضة عليها بسبب الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس دونالد ترمب عام 2018.
مشاركة :