ليس العلماء وحدهم من يتسابقون من أجل نجاة البشرية من وباء كورونا ولكن بجانبهم حكومات تحاول ان تجنب اوطانها وتخفف من وطأته على سير الحياه بصورة شبه طبيعية.. ويحاولون ان لا تتوقف الحياة.. فمنذ أن حل علينا هذا الفيروس اللعين ونسمع كل يوم عن إصابات ووفيات ولكننا استفدنا منه في تطوير التعليم في جميع المراحل التعليمية وتطبيق برنامج " التعلم عن بعد " الذي نقلنا من بيئة تقليدية للتعليم سواء في الجامعة او المدرسة الي بيئة متعددة و منفصلة جغرافيا .ويعد هذا النظام الجديد ظاهرة حديثة للتعلم يواكب التطور التكنولوجى الهائل في وسائل الاتصالات وعالم الإنترنت المتسارع في العالم . كما استطاع نظام "التعلم عن بعد " ان يوفر للطلاب الذين لا يستطيعون التعلم في ظل الكوارث سواء كارثة طبيعية اوبشرية ان ينالوا الجرعة التعليمية المطلوبة لكى تستمر حركة التعليم في العالم .وفكرة نظام " التعليم عند بعد " ليست بالجديدة وقد استخدمت في أواخر سبعينيات القرن الماضى من قبل جامعات أوروبية وأمريكية كانت ترسل مواد التعليم للطالب عن طريق البريد وتشمل الكتب وشرائط الفيديو والتسجيل لشرح المواد وتدريسها لهم .. ومع أواخر الثمانينيات تطور الأمر ليصبح التواصل بين المعلم وطلابه عن طريق التلفاز والمحطات الإذاعية .أما في عصرنا أصبح التعليم أسهل لوجود التكنولوجيا المتطورة والحديثة والتي تتيح للطالب التعلم وكأنه في المدرسة او الجامعة وفوائده فى رفع المستوي الثقافي والعلمي والفكري في المجتمع .. بالاضافة الى القضاء علي مشكلة نقص المؤهلين في العملية التعليمية ومشكلة نقص الإمكانيات المادية للتعلم وايضا الاستقلالية في عدد الساعات وتوفير الوقت والمال والمرونة في بيئة العمل بدون خجل او خوف من وجود المدرس والطلاب.. كما هذا النظام لم ينجح تطبيقه الا بمتابعة المعلم المسئول عن وضع الخريطة التعليمية وتقييم أداء الطالب ومنحه التقديرات التي يستحقها .وقد أثبتت الدراسات أن طلاب أنظمة التعلم عن بعد يتمتعون بمهارات فكرية عالية والقدرة علي التوصل للحلول في اسرع وقت.الخلاصة انه يجب على أبنائنا الطلاب ان يستغلوا تلك التجربة لصقل قدراتهم الذاتية ورفع مستوى المسئولية لديهم من أجل خلق أجيال واعية فاعلة قادرة على قيادة قاطرة المستقبل .ونتنمى لبلدنا الحبيبة مصر ان تستمر في عملية تطوير التعليم وتكون في مقدمة العالم ولأبنائنا الطلاب النجاح والتفوق بإذن الله .
مشاركة :