يعد سوق القطارة التراثي في العين مدرسة تراثية للحرف والصناعات التقليدية، ومركزاً لتعزيز الهوية الوطنية وحفظ وترسيخ وصون الإرث الثقافي الذي تزخر به الإمارات، ونقطة جذب سياحي تجسد التراث المحلي الأصيل الذي يحتضن موروثاً شعبياً عريقاً. تقول منى بن شيبان المهيري مديرة سوق القطارة التراثي إن السوق من أقدم الأسواق الموجودة في مدينة العين ويقع في أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، إذ تحتضنه مدينة العين الملقبة بمدينة الواحات.. مشيرة إلى أن تاريخه يعود إلى منتصف القرن العشرين حيث أسسه المغفور له الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، وأعيد ترميمه للمرة الأولى عام 1976 ثم في عام 2013 من قبل دائرة الثقافة والسياحة.. وأوضحت أن السوق حمل في السابق عدة مسميات منها سوق كركم نسبة لمحلات البهارات التي تبيع الكركم وسوق الرقعة وهي تعني الأقمشة وبالعامية تسمى رقع وسمي بها لوجود محال لبيع الرقع فيه. وأضافت أن سوق القطارة التراثي القديم يتكون من 19 محلاً ويتميز بنشاطات مختلفة، وتم ترميمه بالمواد نفسها التي استخدمت في بنائه وهي سعف النخيل والطين بجانب استخدام الطوب اللبن والملاط كمادة أساسية في صون السوق الأصلي. وبينت أن تنظيم السوق يهدف إلى التحفيز على الابتكار والإبداع لدى الأسر المنتجة لتطوير منتجاتهم التراثية، كما يعد منصة مهمة للقاء الحرفيين بالجمهور المهتم بالصناعات التقليدية ليتيح الفرصة لتطوير مهاراتهم للتعبير عن الأصالة ومواكبة الحداثة في الوقت نفسه. وذكرت مديرة سوق القطارة التراثي أن السوق يسهم في التعريف بالتراث الثقافي العريق لإمارة أبوظبي والمنطقة، والمحافظة على الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية والترويج لها، بما يضمن بقاءها واستدامتها على المدى البعيد، وتشجيع الأبناء على تعلمها وتطوير منتجاتهم بما يتناسب مع متطلبات العصر، كون الحرف والصناعات اليدوية قطاعاً اقتصادياً يسهم في تطوير وتوفير فرص عمل لشرائح كبيرة من المجتمع خصوصاً النساء. وأضافت أنه وإلى جانب العمل الحرفي التقليدي، ينظم سوق القطارة ندوات تتناول التراث الإماراتي والمواقع الأثرية في مدينة العين ومعارض فنون الرسم والتصوير الفوتوغرافي بجانب عدد من الأنشطة للأطفال والعائلة. ولفتت إلى أن السوق يضم 4 أقسام هي سوق الجمعة والسوق الخارجي وقسم المأكولات الشعبية وقسم ورش العمل، ويطلع زائريه على أشكال الحياة التراثية الإماراتية سواء على صعيد أنواع المأكولات الشعبية أو الملابس التقليدية وصولاً إلى الحرف اليدوية والألعاب الشعبية.. مشيرة إلى أن السوق يتضمن عدة محلات تجارية تحتوي على بضائع متنوعة من المنتجات المحلية. وقالت: إن السوق يتضمن «المجلس» الذي يستقبل الضيوف والزوار لقضاء بعض الوقت في أجواء تراثية قديمة حيث تقدم القهوة العربية والتمر والحلوى، وذلك بهدف تعريف الجمهور الزائر بدور المجلس في العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة وأهمية المحافظة عليها. وعن أهم الفعاليات والمهرجانات المقامة في سوق القطارة.. قالت منى المهيري يعتبر مهرجان الحرف والصناعات التقليدية فعالية سنوية تفتح للزوار نافذة يطلعون من خلالها على الحرف اليدوية الإماراتية، وذلك من خلال الرسومات التوضيحية والمسابقات وورش العمل التطبيقية كما يتيح للزوار فرصة ممارسة بعض تلك الحرف ومشاهدة عروض حية تشمل صناعة الفخار التقليدية والنسيج، كما يضم برنامج المهرجان عدداً من المسابقات المفتوحة مثل مسابقتي إعداد القهوة العربية والأكلات الشعبية والعروض الإماراتية التقليدية.. وأشارت إلى أن السوق يتضمن فعالية الألعاب الشعبية والمأكولات الشعبية بجانب الاحتفاء بالفعاليات الوطنية للدولة عبر العديد من الأنشطة وعروض الفرق الشعبية والحفلات الموسيقية. وأوضحت أن سوق الجمعة تم تشييده من سعف النخيل في محاكاة لسوق الجمعة الشعبي الذي كان يقيمه الأهالي قديماً يوم الجمعة من كل أسبوع ويعرضون فيه منتجات يدوية متنوعة.. لافتة إلى أن السوق يعمل على تنمية مهارات منتجي هذه الصناعات وترويج منتجاتهم واحتضان إبداعات الأسر المنتجة.. وأضافت أن السوق يتكون من 30 محلاً داخلياً و20 محلاً خارجياً، وقد قامت دائرة الثقافة والسياحة بدعم 100 أسرة منتجة من خلال توفير محلات لهم دون مقابل.. مشيرةً إلى أنه من المقرر فتح سوق القطارة الشعبي في شهر يناير المقبل 2021.
مشاركة :