ينطلق اليوم موسم جديد لسوق القطارة التراثي في مدينة العين، والذي يستمر حتى 30 مايو المقبل، بتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، استكمالاً لدورها في مجال رعاية الحرف والصناعات التقليدية وإيماناً منها بأهمية هذه الصناعات في حياة الأسر الإماراتية، والاهتمام الذي تلقاه هذه المنتجات التقليدية من قبل الجمهور، خصوصاً تلك التي تتميز بلمسة عصرية. أسر منتجة يحتفي سوق القطارة بالتراث الإماراتي والحرف التقليدية، من خلال الأسر المنتجة التي تعرض منتجاتها في سوق الجمعة المقام قرب سوق القطارة الشعبي وفق النسق التقليدي للأسواق القديمة. وشيد السوق من سعف النخيل في محاكاة لسوق الجمعة الشعبي، الذي كان يقيمه الأهالي قديماً يوم الجمعة من كل أسبوع، ويعرضون فيه منتجات يدوية متنوعة. يتضمن سوق القطارة المتكون من 18 دكاناً، حسب بيان صادر عن الهيئة، باقة متنوعة من الفعاليات الثقافية والتراثية، لإثراء تجربة الجمهور بزيارة السوق ومركز الفنون، إضافة إلى وجود مقهى شعبي، إذ سيتخصص السوق في بيع جميع المنتجات التقليدية، وتتوزع الدكاكين على بيع الملابس النسائية والرجالية التقليدية، وبيع الأواني المنزلية، إضافةً إلى بيع البهارات ومعدات الرحلات والتخييم وأدوات الصقور، مع وجود بقالة تراثية، كما توجد حرف تراثية، مثل الخوص والسدو والفخار، وغيرها. من جانبه، قال رئيس قسم الحرف والمنتجات التقليدية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، سعيد الكعبي: يأتي تنظيم السوق، بهدف التحفيز على الابتكار والإبداع لدى الأسر المنتجة لتجويد وتطوير منتجاتهم التراثية، كما سيوفر منصة مهمة للقاء الحرفيين بالجمهور المهتم بالصناعات التقليدية، بما يتيح للحرفيات والحرفيين الفرصة لتطوير مهاراتهم وقدراتهم، بحيث تعبر أكثر عن الأصالة وتواكب الحداثة في الوقت نفسه. وأضاف تكمن أهمية السوق في التعريف بالتراث الثقافي العريق لإمارة أبوظبي والمنطقة، والمحافظة على الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية والترويج لها بما يضمن بقاءها واستدامتها على المدى البعيد. وتابع الكعبي كما يبرز السوق دور هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في التسويق لهذه الحرف والصناعات محلياً وخارجياً، في إطار مشروعها الرائد والرامي لتوثيق وتطوير تلك الحرف والصناعات الشعبية في أبوظبي، ورفع درجة الوعي بأهمية الأعمال اليدوية والحرف وتشجيع الأبناء على تعلمها وممارستها وتنمية مهاراتهم وتطوير منتجاتهم بما يتناسب مع متطلبات العصر، بوصف الحرف والصناعات اليدوية قطاعاً اقتصادياً فاعلاً يسهم في توفير وخلق فرص عمل لشرائح كبيرة من المجتمع، خصوصاً النساء. وستنظم في سوق القطارة ندوات في مجال التراث الإماراتي والمواقع الأثرية في مدينة العين، ومعارض لفنون الرسم والتصوير الفوتوغرافي، إضافةً إلى عدد من النشاطات الموجهة للأطفال والعائلات. وكانت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة قد افتتحت مركز القطارة للفنون، ضمن جهودها لتطوير واحة القطارة التاريخية، لتضمّ مركزاً يوفر مكاناً لدراسة الفنون والثقافة وممارستها من قبل جميع شرائح المجتمع الإماراتي، وبالتالي تعزيز التواصل بين السوق والمركز في إطار البرامج والفعاليات المختلفة، خصوصاً أنه تم الحفاظ على جميع جوانب البناء الأصلي للمركز بعد ترميمه، بهدف تحقيق التوازن بين التراث والحداثة التي تعد أحد التحديات الرئيسة للحياة الثقافية عموماً.
مشاركة :