روافد عربية / فوزية عباس ولدت أم كلثوم إبراهيم البلتاجي في 31 ديسمبر عام 1898 و هي ابنة الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي، ووالدتها تنتسب إلى السيد منصور الزاهد نسبة إلى الإمام الحسن سبط الرسول عليه الصلاة والسلام .. لما بلغت الخامسة من عمرها بدأت تتعلم القرآن في كتاب القرية ، وكانت تغني مع أخيها خالد القصائد و الإبتهالات الدينية في المواسم و الأعياد و أول أجر حصلت عليه كان ( طبق مهلبية )● القاهرة : ذهبت إلى القاهرة و تتلمذت على يد الشيخ أبو العلا محمد و من بين القصائد التي اشتهرت بها ( أقول لذات حسن روعتني ) و قد إتخذت لنفسها نهجا جديداً بعيداً عن الأغاني المبتذلة التي كانت سائدة في عصرها .. إلتقت بعد ذلك بالطبيب الملحن أحمد صبري النجربدي الذي قدم لها مجموعة من الألحان منها ( مالي فتنت بلحظك الفتاك ) و علمها العزف على العود ..● اللقاء الذي غير حياتها : في صالة ( سانتي ) عام ١٩٢٤اإستمع إليها أحمد رامي و هي تغني قصيدته ( الصب تفضحه عيونه ) و هي ترتدي البالطو و العقال و منذ ذلك اليوم نشأت بينهما صداقة و لم يفترقا أبداً ..● أول اسطوانة : في عام ١٩٢٤ سجلت بصوتها أول اسطوانة لشركة أوديون و تقاضت عنها ٥٠ جنيها ، و كانت الأغنية ( خايف يكون حبك ليه شفقة عليا ) و هي من ألحان النجربدي ، ثم بدأت علاقتها مع القصبجي و كونوا مع رامي ثلاثي ناجحا ثم تعرفت على الموسيقار زكريا أحمد ..● زي و تخت جديدان : في عام ١٩٢٦ غيرت من مظهرها و ارتدت الأزياء الحديثة و كونت تختا من العازفين و هم محمد العقاد الكبير ( قانون ) محمد القصبجي ( عود ) سامي الشوا ( كمان ) محمد رحمي ( إيقاع ) ..● أم كلثوم و السينما : في عام ١٩٣٦ وقفت لأول مرة أمام الكاميرا و كان ذلك في فيلم ( وداد ) و توالت بعد ذلك أعمالها السينمائية ( دنانير ، عايدة ، سلامة ، فاطمة ) وتقاضت عن أدوارها أعلى أجر دفع لنجم أو نجمة إلا أنها اعتزلت السينما عام ١٩٤٨ لمرض أصابها في عينيها ..● الإذاعة المصرية : عندما إفتتحت الإذاعة المصرية عام ١٩٣٤ كانت أم كلثوم أول من دخلها ،و أحيت فيها أول حفلة غنائية إلى أن بدأت الإذاعة تقيم لها حفلات خارجية و هكذا إنتقل صوتها إلى أرجاء العالم العربي .. – في عام ١٩٤٣ أسست أم كلثوم أول نقابة للموسيقين برئاستها و ظلت ترأسها لمدة عشر سنوات و اهتمت بمشاكل أبناء مهنتها ..● زواجها : كان هناك مشروع زواج بينها و بين شريف باشا صبري خال الملك فاروق إلا أن المشروع لم يكتمل بسبب رفض السرايا وقتها و تزوجت من الدكتور حسن الحفناوي عام ١٩٤٥ .. أحدثت اغنية ( انت عمري ) ضجة كبيرة في عالم الغناء لأنها أول لقاء جمعها بالموسيقار محمد عبد الوهاب و كانت من كلمات أحمد شفيق كامل و ذلك عام ١٩٦٤ .. بدأت بعد ذلك في التعاون مع ملحنين جدد أمثال محمد الموجي ، كمال الطويل و بليغ حمدي و كانت من قبل قد تعاونت مع رياض السنباطي الذي لحن لها أجمل أغانيها .. تأثرت أم كلثوم بهزيمة ١٩٦٧ فرفعت شعار ( الفن من أجل المجهود الحربي ) فقامت بعدة حفلات في جميع محافظات مصر و مدن مصر و خصصت عائدها لصالح المجهود الحربي و لإعادة بناء القوات المسلحة و قررت بعدها التوجه للدول العربية فزارت السودان والكويت و تونس و المغرب العربي كما أحيت حفلا على مسرح الاولمبيا بباريس و ذهبت إيرادات كل تلك الحفلات لصالح المجهود الحربي ..● الأوسمة التي حصلت عليها : • أهداها الرئيس السوري وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية عام ١٩٣٣ . • منحها الملك فاروق نيشان الكمال من الطبقة الثالثة عام ١٩٤٤ . • حصلت على نيشان أردني عام ١٩٥٥ . • حصلت على وسام الأرز اللبناني عام ١٩٥٩ . • منحت وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام ١٩٦٠ . •أهداها الملك الحسن الثاني وسام الكفاءة الفكرية عام ١٩٦٥ . • أهداها الرئيس الباكستاني قلادة ممتاز الإمتياز عام ١٩٦٧ . • أهداها الرئيس التونسي بورقيبة وسام الجمهورية الأكبر عام ١٩٦٨ . • حصلت على جائزة الدولة التقديرية في الفنون . • حصلت على جواز سفر دبلوماسي عام ١٩٧٢ كما منحت لقب ( فنانة الشعب )● قالوا عنها : • الديلي ميل الإنجليزية : صوتها سلاح سري للدعاية لمصر يجذب إليها الملايين من الشرق . • نيوزويك الأمريكية : أشهر سيدة في الشرق الأوسط و أعظم مطربات العصر . • مارلون براندو : رغم أني لا أفهم اللغة لكن صوتها ينفذ إلى الأعماق . • جريدة أساهي اليابانية : سحر أدائها يجتمع من حوله العرب في كل مكان . • باري ماتش الفرنسية : صوتها مثل تغريد البلبل .● وفاتها : في عام ١٩٧١ ساءت صحتها و انقطعت عن تقديم الحفلات الغنائية حتى كان يوم الإثنين الموافق ٣ فبراير عام ١٩٧٥ حيث وافاها الأجل فانتقلت روحها إلى بارئها في الساعة الرابعة بعد الظهر في مستشفى المعادي التي خيم عليها صمت رهيب حتى أن المرضى و الزائرون تركوا حجراتهم و وقفوا أمام باب غرفتها لإلقاء نظرة الوداع الأخير ، و تم تشييع الجنازة في الساعة الحادية عشر من صباح اليوم التالي من ميدان التحرير إلى جامع جركس و استمرت الجنازة خمس ساعات و نصف شيعتها فيها مصر كلها ..
مشاركة :