اختتم المهرجان القومي للمسرح المصري، في دورته الثالثة عشر "دورة الأباء"، مساء أمس الجمعة، آخر لقاءات المحور الفكرى "150 سنة مسرح"، للمخرج وليد عوني، رائد ومؤسس فرقة الرقص المسرحي الحديث، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، وأدار اللقاء الناقد المسرحي جرجس شكري، بحضور الفنان يوسف إسماعيل، رئيس المهرجان.قال المخرج وليد عوني: "لقد أعتبرت الأمر عودة لشرقيتي، التي تركتها عندما هاجرت صغيرا إلى بلجيكا ولكنها صحبتني منذ اتجهت إلى الرقص الحديث، الذي عرفته على يد معلمي رائد الرقص المعاصر موريس بيجار، الذي شاهدته للمرة الأولى يقدم عرض بعنوان "جنينة الزهور" ذو الطابع الشرقي الذي يناقش التصوف ويشير فيه للنور الذي يجسد النبي محمد، هذا العرض الذي أسلم بعده "بيجار" أثر في بشدة، وظللت لعدة لسنوات حتى اخرجت اول عمل لي وهو جبران خليل جبران عام 1982". وأضاف عوني، أنه قدم "سقوط إيكاروس" في افتتاح تجريبي عام 1993، ذلك العرض الذي سخر منه المخرج كرم مطاوع، وواجهه الجمهور والنقاد بعدم الفهم والرفض وقالوا "عد لبلدك" فسافرت لموريس في سويسرا فقال لي "اعذرهم، فلا بد أن تبدأ بشخصياتهم وثقافتهم فعملت ثلاثية "نجيب محفوظ"، "شادي عبد السلام"، فتغير النقد".وهنا سأله "شكري" لماذا تعتمد على كتابتك للعروض بجانب تصميم الرقصات والسينوغرافيا والإخراج، ولا تلجأ لكاتب غالبا؟ قال عوني: نحن نقدم مسرح مترابط العناصر وليس مجرد رقص، فأغلب العروض التي تتضمن رقصا اذا حذفت الرقص لا يؤثر عليه، ولكن في مسرحي الرقص هو الحوار، بالإضافة لقوة الموسيقى، التي لا بد أن تكون أساسية في العرض. فسأله الفنان يوسف إسماعيل رئيس المهرجان، كيف تفكر في بناء المشهد؟ تكتب أم لغة الجسد تسبق ذلك؟ فقال المخرج وليد عوني، إن الرقص آخر مرحلة في العرض، إذ أنني أبدأ في إعداد الفكرة لشهور ثم اناقشها مع الفرقة، ثم أبدأ تصميم الحركة والسينوغرافيا في عقلي وأعيد رسمها على الورق الذي اعلقه على الحائط أثناء البروفات لتذكير الفرقة. من جانبه قال الإعلامي جمال عبدالناصر: اذا كنا نبحث عن رائد المسرح المصري والعربي فالمخرج وليد عوني هو رائد الرقص المسرحي الحديث في مصر والوطن العربي، كيف تختار الشخصيات؟ وهل مشاركته في السينما تعتبر رقص مسرحي حديث أم استعراضات؟ كما أشار لتجربة وليد عوني في فيلم "دنيا"؟ قال المخرج وليد عوني: إن عملي بالسينما كان مع المخرج يوسف شاهين ولم يكن رقص مسرحي ولكن استعراض، وكذلك في فيلم "ماتيجى نرقص" للمخرجة إيناس الدغيدي، ولكن في فيلم "دنيا" بطولة حنان ترك، وإخراج جوسلين صعب كان رقص مسرحي حديث وهذا الفيلم أحببته جيدا، وأظنه أفضل أعمال حنان ترك ، فكنت أصمم أداء مسرحي بالفعل، ولكن للأسف لم ينجح الفيلم جماهيريا على الرغم من حصوله على جوائز كثيرة في الخارج.وفي النهاية أختتم يوسف إسماعيل المحور الفكري قائلا "في نهاية المحور الفكري والشهادات والندوات التي أفخر بها، فهذه المرة الأولى التي يتضمن فيها المهرجان هذا الزخم ولكنها دورة استثنائية، كما وجه الشكر للمخرج وليد عوني على هذه الخاتمة، وأيضا للناقد جرجس شكري، تقديرا لجهوده في اللجنة العلمية التي نظمت تلك الندوات وتناولت هذه الموضوعات الهامة".
مشاركة :