أمستردام – تفيد العديد من الدراسات أن هواة رياضة اليوغا يكونون في العادة أكثر صحة وسكينة وإيجابية مقارنة بغيرهم، كما انهم يتمتعون بقناعة كبيرة ويتصالحون مع أنفسهم ومع العالم الخارجي ويقاطعون بفضل الرياضة الروحية مشاعر الغرور والنرجسية. وفي دراسة جديدة مثيرة ومختلفة عن الافكار السائدة اعتبر علماء من هولندا ان الأشخاص الذين يشاركون في تمارين اليوغا التي تهدف إلى جعلهم على اتصال بالكون، شعروا في الواقع بأنهم يتفوقون روحياً على الآخرين. ووجدت الدراسة المنشورة في المجلة الأوروبية لعلم النفس الاجتماعي أن هواة تمارين التأمل صنفوا قيمتهم الروحية بحوالي 50٪ أعلى من البشر العاديين كما رددوا عبارات مثل: "سيكون العالم مكاناً أفضل إذا كان لدى الآخرين أيضاً الأفكار التي نملكها." أو "بسبب تعليمنا وخبرتنا، فأنا ندرك أشياء مهمة يغفلها البقية". واعتبرت الباحثة ميلاني ماكدونالد إن جلسات التأمل عادة ما تركز على الجانب الخير في الإنسان ولكنها يمكن أن تُخرج الجانب النرجسي فيه والذي يمكن أن يُشعره بالتفوق على الآخرين والتصرف بشكل يناقض مع الهدف "النبيل" من هذه الجلسات في بعض الأحيان. ويحتفي العالم سنويا باليوم العالمي لليوغا بمبادرة من الهند التي تثمن هذه الرياضة العائدة لالاف السنين. واليوغا رياضة هندية تقليدية روحية وجسدية في آن واحد وباتت تمارس الان في العالم باسره وهي مدرجة منذ العام 2016 على قائمة التراث العالمي غير المادي للبشرية.واليوغا مهمة للتنفس الصحيح وتحقيق الاسترخاء العقلي والتأمل والوصول الى التوازن والقوة والمرونة في وقت واحد كما انها تساهم في خفض ضغط الدم ومحاربة العديد من الأمراض المزمنة. وأوضحت دراسات أن تمارين اليوغا تساعد على تحسين ألم أسفل الظهر المزمن مثلها مثل العلاج الطبيعي. كما بينت ان ممارسة رياضة التأمل أو اليوغا لمدة عام، تساعد في علاج الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي. ومتلازمة التمثيل الغذائي هي مجموعة من الأعراض التي تشمل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الغلوكوز والدهون الثلاثية التي تزيد من خطر تعرض الشخص لنوبة قلبية وأمراض السكر والسكتات الدماغية. واعتبر باحثون أن أعراض القلق والاكتئاب لدى المصابين بمرض الشلل الرعاش (باركنسون) قد تقل عندما يمارسون اليوغا التي تركز على التأمل وتدريبات التنفس. وافادوا أن فاعلية اليوغا في تجنب الخلل في الوظائف الحركية كانت بنفس درجة فاعلية التمارين الرياضية. والرياضة الروحية تشهد اقبالا متجددا في العقود الاخيرة اذ ان ملايين الاشخاص يمارسونها يوميا، وينظر اليها في الغرب على انها رياضة جسدية اكثر منها روحية. وقد اعتبرت مدربة التأمل كيت سبايسر إن التأمل في أبسط صوره ليس مصمماً في الأصل ليوصلنا إلى النرجسية، ولكنه يساعدنا على اكتساب نظرة ثاقبة عن أنفسنا وعن الأشياء من حولنا، وهو علاج ناجع للامراض النفسية، ويمنحنا طاقة ايجابية للوصول إلى السعادة. وأضافت: "لا أتفق مع الدراسة الهولندية التي تقول إن التأمل قد يقودنا إلى النرجسية والغرور، لأنني أعتقد أنه وسيلة رائعة لتحسين حياتنا وحياة الآخرين من حولنا".
مشاركة :