تنعقد الدورة (41) لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في محافظة العلا وهي أكبر مساحات محافظات المدينة المنورة، ويبلغ عدد سكان العلا أكثر من (55) ألف نسمة، وتقع بين الحجر مدائن صالح شمالا حضارة قوم النبي صالح وقوم ثمود الذي وقع بهم عذاب الله، وكانت العلا العاصمة الثانية للأنباط التي سقطت مملكتهم العربية في القرن الثاني الميلادي، كذلك يحدها شمالا منطقة تبوك وخليج العقبة، وشرقا تيماء الأثرية، ومنطقة حائل، وجنوبا المدينة المنورة، وغربا البحر الأحمر والوجه. وقد شهد تاريخ العلا: - مملكة دادان العربية من الألف الأول قبل الميلاد إلى السادس قبل الميلاد أي من الألف قبل الميلاد إلى السادس قبل الميلاد. واسم العلا القديم ددن وتعني الود والحب والسلام. - مملكة لحيان العربية من القرن السادس والخامس قبل الميلاد وحتى القرن الأول قبل الميلاد. وعرفت العلا أهم الممالك العربية الشمالية في الجزيرة العربية، وقوم ثمود الأولى والثانية وحضارة الأنباط التي جعلت من البتراء في الأردن عاصمة لها (سلع)، حيث كانت مملكتا دادان ولحيان تسيطران على الركن الشمالي الغربي للجزيرة العربية حتى عرف خليج العقبة باسم مملكة لحيان، يطلق عليه في كتب البلدانيين والرحالة الأقدمين باسم خليج لحيان قبل أن يتحول إلى خليج العقبة. وكانت العلا ممر الحضارات للجزيرة العربية من بلاد الشام والشمال الإفريقي، وآسيا الصغرى تركيا الحالية، وتعرف بدرب وطريق الأنبياء، حيث مر الأنبياء عبرها في طريقهم للحج من عهد النبي إبراهيم أبو الأنبياء - عليه السلام - وعودتهم بعد انتهاء موسم الحج، كما شهدت العلا أشهر قوافل الحج القادمة من شمال وغرب الجزيرة العربية، طريق الحج الشامي - المصري الذي يمر عبر العلا ويصل إلى المدينة المنورة. وتحظى العلا باهتمام الدولة عبر تأسيس الهيئة الملكية العليا لتطوير العلا والمحافظة عليها، وسجلت مواقعها الأثرية منظمة اليونسكو، فهي من الإرث العربي القديم والتاريخ الإسلامي، وتعد من أقدم الممالك العربية القديمة في الجزيرة العربية، ويعمل داخلها عدة بعثات عربية وأجنبية للتنقيب والمسوحات والكتابات والنقوش قبل الإسلام والإسلامية مثل : الهيئة الملكية للعلا، ووزارة السياحة، وزارة الثقافة، جامعة الملك سعود، وبعض الباحثين من العلماء السعوديين في مجال الكتابات القديمة مثل د. سليمان بن عبد الرحمن الذييب الذي له مؤلفات عديدة في مجال الكتابات القديمة في الجزيرة العربية : الثمودية والصفائية واللحيانية والنبطية والآرامية والمسند الجنوبي.
مشاركة :