وجه بطريرك الكنيسة المارونية اللبنانية الكاردينال بشارة الراعى اليوم (الأربعاء) نداء الى الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى، إلى عقد لقاء "مصالحة شخصية" بينهما لـ "انتشال البلاد من قعر الانهيار، بتشكيل حكومة إنقاذ". وطالب البطريرك في عظة خلال صلاة عيد "الغطاس" بـ"تشكيل حكومة إنقاذ بعيدة محررة من التجاذبات السياسية والحزبية، ومن المحاصصات" كما طلب من جميع القوى السياسية المعنية "تسهيل هذا التشكيل.. فالسياسة فن شريف للبناء". ويستمر ملف تشكيل حكومة جديدة في لبنان متعثرا منذ استقالة حكومة حسان دياب في 10 أغسطس الماضي على وقع تداعيات كارثة انفجار مرفأ بيروت في أغسطس الماضي وبعد اعتذار سفير لبنان في برلين مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة في 26 سبتمبر الماضي. وكان عون كلف الحريري في 22 أكتوبر الماضي بتشكيل حكومة جديدة إلا أن الحريري لم يتمكن حتى الآن من تشكيل الحكومة في ظل خلافات على توزيع الحقائب السيادية بين القوى السياسية، إضافة إلى خلافات تتعلق بالتمثيل الوزاري المسيحي. وسلم الحريري الرئيس عون في 9 ديسمبر الجاري تشكيلة حكومية من 18 وزيرا من أصحاب الاختصاص غير الحزبيين لكن عون قدم بالمقابل طرحا مغايرا حول التشكيلة مما دفع بالحريري في 14 ديسمبر الى تحميل عون المسؤولية عن تأخير تشكيل الحكومة الجديدة بطرح "تشكيل حكومة تتمثل فيها الأحزاب السياسية" وبينها "التيار الوطني الحر" التابع لعون. ويواجه لبنان أزمات سياسية واقتصادية ومالية أدت إلى تعثر سداد ديونه السيادية وسط تقييد المصارف لسحوبات الودائع بالتزامن مع شح العملة الأجنبية وانهيار العملة الوطنية وتصاعد الفقر والبطالة. وفاقم الوضع في لبنان تداعيات تفشي مرض (كوفيد-19) وانفجار مرفأ بيروت بسبب 2750 طنا من مادة "نترات الأمونيوم" المخزنة من دون وقاية مما أوقع نحو 200 ضحية و6500 جريح ، إضافة إلى تشريد نحو 300 ألف شخص وأضرار مادية ضخمة قدرت بنحو 15 مليار دولار.
مشاركة :