يرى محللون يمنيون أن المصالحة الخليجية سيكون لها انعكاس مباشر على الأوضاع في بلدهم الذي يشهد نزاعا مسلحا منذ سنوات فيما قلل آخرون من نتائج المصالحة على تطورات الملف اليمني. وتقود السعودية تحالفا عسكريا ضم في بداية انطلاق عملياته في مارس 2015، كل دول الخليج باستثناء سلطنة عمان، ودول عربية أخرى، ضد جماعة الحوثي المسلحة في اليمن. وفي يونيو من العام 2017، قطعت كل من السعودية، والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر علاقاتهم الدبلوماسية والتجارية مع قطر، كما أعلنت قيادة التحالف العربي إنهاء مشاركة قطر في التحالف، الأمر الذي ألقى بظلاله على الأوضاع في اليمن بشكل مباشر. ووقع قادة الدول الخليجية ورؤساء الوفود أمس الثلاثاء، على "بيان العلا"، ضمن فعاليات قمة دول مجلس التعاون الخليجي الـ41 التي عقدت في السعودية. وقالت الحكومة اليمنية إن المصالحة ستنعكس ايجابا على الأوضاع في اليمن. وبارك رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، نجاح قمة العلا واتفاق المصالحة بين دول الخليج الذي اعتبر أنه "يشكل خطوة هامة وحيوية على طريق إعادة الاستقرار وتأمين شبة الجزيرة العربية". وأضاف عبدالملك في بيان، "لدينا ثقة أنه سينعكس إيجابا على الأوضاع في اليمن ودعمها سياسيا واقتصاديا وعلى مهمة إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وتحقيق السلام". كما رحبت وزارة الخارجية اليمنية بجهود المصالحة الخليجية وتحقيق وحدة الصف في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة. واختلفت وجهات نظر محللين يمنيين تحدثوا لوكالة أنباء ((شينخوا))، حول تأثير المصالحة على الوضع في اليمن، ففي حين رأي محللون أن انعكاسها سيكون ايجابيا قلل آخرون من ذلك. وقال المحلل السياسي اليمني نبيل البكيري، إن "القضية اليمنية كانت هي الخاسر الأكبر من الأزمة الخليجية". وأضاف البكيري، وهو رئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية، أن الأزمة الخليجية فككت التحالف الخليجي وهو ما ألقى بظلاله على سير الصراع في اليمن بانسحاب قطر منه وتفرغ الآلة الاعلامية للطرفين في تصفية حسابات سياسية دفع اليمن ضريبتها كثيرا في توقف مسألة الحسم العسكري. كما تسببت الأزمة الخليجية "بانقسام النخبة السياسية اليمنية بين طرفي الأزمة الخليجية مما أثر على سير الأداء السياسي والعسكري للتحالف العربي ومعركته في اليمن"، حسب البكيري. من جانبه قال المحلل السياسي ياسر اليافعي، ان "المصالحة الخليجية سيكون لها تأثير إيجابي على الأوضاع في اليمن، على أكثر من صعيد وجبهة". واعتبر اليافعي "أن المصالحة الخليجية بكل تأكيد سيكون لها انعكاسات إيجابية على مجمل الوضع، أبرزها تهدئة إعلامية يعقبها تهدئة على الأرض ولا سيما في المحافظات المحررة". وقلل المحلل السياسي اليمني عبدالله دوبلة من انعكاس المصالحة الخليجية على الاوضاع في اليمن. وأضاف "لا أظن أن تغيرا جوهريا سيطرأ على العلاقة السعودية القطرية، وكذلك لا تغير على سياساتهما في اليمن". وأشار دوبلة إلى أنه "من المبكر الحديث عن سياسة مغايرة لكل من السعودية وقطر تجاه الملف اليمني". ويشهد اليمن نزاعا دمويا مستمرا بين القوات الحكومية والحوثيين منذ ست سنوات، وتدخل التحالف العربي الذي تقوده السعودية في مارس 2015، لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته.■
مشاركة :