أكد محللون وسياسيون عراقيون أن المصالحة الخليجية الأخيرة ستصب في مصلحة بلادهم والمنطقة بشكل عام وتفتح آفاقا للتعاون في كافة المجالات. ووقعت قطر والدول الأربع المقاطعة لها، وهي مصر والسعودية والإمارات والبحرين، على اتفاق العلا للمصالحة، بوساطة كويتية، وذلك خلال القمة الخليجية التي عقدت في الخامس من يناير الجاري بمحافظة العلا السعودية. كما باركت القاهرة جهود القمة الخليجية التي عقدت في مدينة العلا السعودية، معربة عن تقديرها للجهود المبذولة من أجل تحقيق المصالحة مع قطر، وفقا لبيان صادر عن الخارجية المصرية. وكانت الدول الأربع قد أعلنت في 5 يونيو عام 2017 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، ومقاطعتها اقتصاديا، بدعوى دعم وتمويل الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية، وهي التهم التى نفتها الدوحة مرارا. وبهذا الصدد أعرب الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر عن تطلعه في أن تنعكس المصالحة الخليجية على خروج بلاده من نفق الصراعات الطائفية. وقال الصدر في تغريدة له على حسابه الرسمي في (تويتر) "نأمل أن تكون عودة العلاقات بين السعودية وقطر ذات نفع على البلدين، وعلى المنطقة عامة والعراق على وجه الخصوص". وأضاف، الصدر ، الذي تتبع له أكبر كتلة في البرلمان العراقي"نأمل أن يكون ذلك بداية لإخراج العراق من الصراعات الطائفية ولإبعاد التدخلات بالشأن العراقي". ودعا الصدر، الجميع للتعاون "من أجل إبعاد الاحتلال والإرهاب والتطبيع عن الدول العربية والإسلامية جمعاء". كما أعربت الحكومة العراقية على لسان وزير خارجيتها فؤاد حسين عن ترحيبها بعودة العلاقات بين السعودية وقطر وبقية دول الخليج إلى إطارها الطبيعي. وقال حسين في بيان "نبارك لمجلس التعاون الخليجي نجاح إجتماع القمة، ونرحب بعودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر إلى إطارها الطبيعي، ونثمن عاليا جهود دولة الكويت ومساعيها في هذا الإطار والتي أفضت إلى مصالحة شاملة بين الجانبين. ويؤكد المحللون أن الخلافات الخليجية - الخليجية القت بظلالها على الوضع في العراق وأثرت بشكل مباشر على سياسته الخارجية وخاصة مع محيطه الإقليمي، بسبب التعقيدات في الصراعات الاقليمية وخاصة بين إيران والسعودية وسياسة المحاور والتكتلات في المنطقة المليئة بالتوترات والصراعات الطائفية. وقال المحلل السياسي ناظم علي الخبير لدى المنتدى العربي لوكالة أنباء (شينخوا) "شكل الخلاف القطري - السعودي نقطة اختراق داخل المنظومة الخليجية والتي تحاول إيران الاستفادة منها وتعقيد المشهد على السعودية في كثير من مناطق الصراع وأهمها العراق، وحاولت السعودية جر العراق للحصول على تأييد في خلافها مع قطر لكنها فشلت". وأضاف "أن وحدة الكلمة الخليجية ستساعد في عودة التوازن للمشهد السياسي العراقي وستؤثر على الحد من النفوذ الأجنبي داخل البنية الاجتماعية العراقية خاصة في ظل تقارب تركي خليجي يلوح بالأفق". وأعرب علي عن اعتقاده بأن العديد من المشاريع الخليجية في العراق والتي توقفت بسبب الأزمة ستعود للعمل ومنها أنبوب نقل الغاز القطري إلى تركيا عبر الأراضي العراقية ومشروع السكك الحديدية بين الخليج وتركيا عبر العراق ، وهذه المشاريع ستساعد في تحريك عجلة الاقتصاد العراقي الذي يعاني الكثير من الأزمات. وتابع "الأهم في ذلك أن كثيرا من التيارات السياسة العراقية ستحصل على موقف عربي موحد يساعدها للحد من التفرد الإيراني في العراق، وسيساعد كذلك في تخفيف حدة الصراعات داخل البنية السياسية العراقية ويخفف الضغط على المكونات العربية". وخلص إلى القول "إن أي مباحثات خليجية مستقبلية سيكون العراق حاضرا في تسوية الخلافات وتقريب وجهات النظر والحد من استغلال العراق من قبل دولة متنفذة على حساب دول الجوار". ويرى الخبراء أن الخلافات الخليجية أثرت كثيرا على العراق وخاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسة التي يعيشها، إذ كان يصعب على العراق الحصول على موقف خليجي موحد يدعمه ويخفف من أزماته ويسمح له بحرية الحركة والتعاون مع المنظومة الخليجية ويفتح آفاقا للعمل المشترك. من جانبه قال علي المحمود القيادي في حزب الجماهير الوطنية لـ (شينخوا) "أمام العراق فرصة جيدة، وفقا لمفهوم الفقه السياسي، لاقامة علاقات واسعة مع المجموعة الخليجية التي طوت مرحلة خلافاتها واتجهت نحو تنقية ألاجواء وآفاق التعاون بسبب الوضع الراهن و التهديدات التي أثرت على الأمن القومي العربي، والخليجي". واضاف المحمود "تأثر العراق في قطاع الطاقة بسبب تراجع الإمدادات الإيرانية، ولهذا نعتقد بوجوب تطوير العلاقات مع المجتمع العربي عموما والخليج بالخصوص لضمان منافذ تعاون أخرى سواء بميدان الطاقة او باقي الاذرع الاقتصادية و التجارية. وتابع "نرى أن مصلحة العراق، أمنيا و اقتصاديا، والحكمة السياسية تحتم عليه، الانفتاح والتعاون مع المجموعة الخليجية والإقليمية والدولية، للخروج من تحت عباءة إيران وتدخلها بمفاصل صناعة المشهد وفقا لمصالحها بغياب التوازن مع المحيط العربي".
مشاركة :