عندنا وعندهم خير! - أمجد المنيف

  • 4/19/2016
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

بالتأكيد، لا يشبه مجتمعنا المجتمعات الأخرى، بل إنه لا يوجد مجتمع يشبه مجتمعاً آخر، حتى لو تقاطعت الكثير من الأشياء المشتركة، لأن لكل مجتمع خصوصيته وظروفه وأولوياته، ومع كل هذا، فلا بد من اللجوء للمقارنة أحياناً، حتى نعبر نفق بعض القضايا. لدينا "فوبيا التضخيم"، وهذه التسمية من "عندياتي"، والمقصود بهذا النوع من ال"فوبيا" هو التعاطي مع (بعض) القضايا لدينا على أنها شيء خاص بنا، ولا يحدث سوى لدينا، وأن مجتمعاتنا على هاوية الضياع، بينما يحدث مثلها أو قريباً منها في المجتمعات الأخرى، مع فارق النسب في الحدوث، وظروف تلك القضايا، والتشريعات المصاحبة. إحدى هذه القضايا، التي (شبه) حُلت نوعاً ما، أمر المزايدة "المالية" في تعويض أهل القتيل، مقابل العفو عن القاتل، وهي قضية عميقة ومشكلة حقيقية ونقرّ بها، ولكن يحدث لدى الآخرين كما يحدث لدينا، فعلى سبيل المثال، مع الأخذ بالاعتبار كافة الاختلافات، ومعطيات الحادث؛ فقد قال محامي ابنة الممثل الراحل "بول ووكر"، البالغ عمرها 17 عاماً، إنها توصلت إلى تسوية بمبلغ 10.1 ملايين دولار، مع ورثة الرجل الذي كان يقود السيارة التي اصطدمت وقتلته مع أبيها عام 2013، وهو أمر قد لا يكون شائعاً، لكنه موجب للتفكير والمقارنة. ماذا بعد؟ بالتأكيد سمعتم عن طفل تبوك، الذي تزوج بعمر ال16، وهذا ليس تأييداً للفعل، وإنما تشخيصاً للأمر، ففي المقابل - وتحديداً في عام 2014 - "أصبحت طفلة في ال12 من عمرها أصغر أم في بريطانيا، فيما أصبح صديقها البالغ من العمر 13 عاماً أصغر أب في البلاد، وذلك بعد أن رزقا بمولود جديد كانت قد حملت به الأم وهي في ال11 من عمرها فقط." وقال والد الطفلة البريطانية التي أصبحت أماً - آنذاك - إنه "فخور بها"، مضيفاً: "لم تفعل شيئاً يمكن أن يجلب العار". مهم جداً أن نأخذ بالاعتبار، أن القوانين في بريطانيا تحظر الدخول في علاقات، سواء بالزواج أو غيره، لمن هم دون السادسة عشرة من أعمارهم، حيث إن القانون لا يعتمد الموافقة من قبل من هم دون السن القانونية، أي علاقة مع أي طفلة دون ال16 عاما تعتبر اغتصاباً حتى لو تم بموافقتها الكاملة. المهم أن نفهم أن مجتمعنا مليء بالأخطاء، لكنه ليس وحده.. وإنما الأمر يتعلق بالتشريعات التي تحدّ منها، والقوى التنظيمية التي تطبق تلك التشريعات، والإعلام الذي يتعامل معها! والسلام.

مشاركة :