تتعدد المؤسسات والمراكز التي تحرص على الجمع بين الترفيه والتثقيف على أرض الشارقة، خاصة في العطلات، حرصاً على ملء أوقات الأطفال بكل مفيد في المرحلة الحالية والمستقبل، وفي محاولة لإضافة لبنة في هذا البناء الذي يضع المستقبل نصب عينيه بالتركيز على بناء الشخصية السوية، جاء إنشاء مركز ذات الذي يهدف إلى تنمية الكفاءات والمهارات واحتواء مواهب الفتيات وإبداعاتهن من خلال إقامة العديد من الأنشطة والفعاليات. يحاول المركز، وفق رئيسته الأديبة صالحة غابش، معاونة مؤسسات الشارقة في العمل على تنمية المجتمع وأفراده في العديد من المجالات المتصلة بتنمية الكفاءات ولتنمية الشخصية، وقالت هناك هدفان من إنشاء ذات، الأول تنمية ذات الفرد التي تساعده على معرفة المجال أو التخصص الذي سوف يبدع فيه في المستقبل، والهدف الثاني يكمن في رغبتي في أن يكون لي دور في تقديم بعض الدورات المتعلقة بهذا المجال، واخترت هذا الجزء المتعلق بتنمية الكفاءات الشخصية، لأنه مهم في هذا العصر. نظم المركز خلال الفترة الماضية العديد من الأنشطة التي تساعده على تحقيق رؤيته، ولعل الإجازة كانت فرصة مواتية لتكثيف العمل من خلال برنامج صيف البنات الذي ركَز، كما تقول صالحة غابش، على الطالبات في الفئة العمرية من 9 إلى 18 عاماً، وأعد المركز لهذا الغرض عدداً من الفعاليات والبرامج التي تحقق أهدافاً تعليمية وترفيهية في الوقت ذاته، من خلال دورات تدريبية في الثقة بالذات، إضافة إلى دورات لمعرفة أسرار الحياة المتعلقة بالفتاة في هذا العمر خاصة من هُن على أبواب المراهقة، وأضافت: قدمنا فعالية إعداد الوجبات الخفيفة بالتعاون مع الشيف ماجد الصباغ، وتضمن البرنامج أيضاً رحلات ترفيهية تعليمية في أماكن عديدة في الشارقة كالحديقة الإسلامية، ومركز حيوانات شبه الجزيرة وكلاهُما تابع لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، وكذلك مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك. ولأن البرنامج يهتم بتنمية المواهب والإبداع، نظمنا ورشاً فنية وورش الكتابات الأدبية بالتعاون مع المُؤسسات والأفراد، وتميز صيف البنات بتنقل فعالياته في أكثر من موقع في الشارقة مستلهمين ذلك من احتفالاتها باختيارها عاصمة سياحية عربية هذا العام. وأشارت إلى حرص مؤسسات الشارقة كافة على أن تتكامل جهودها التي تثمر في النهاية شخصيات متسلحة بمهارات العصر، لافتة إلى تعاون جهات عدة مع المركز في تنفيذ أنشطته مثل سجايا فتيات الشارقة، ومركز كولاج، ومكتبة الشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، ومركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، ومركز إكسبو الشارقة، والنادي الثقافي العربي. وحرصاً على تحقيق الأهداف المبتغاة، يستعين المركز بعدد من المشرفين أو المدربين المتخصصين في مجالات تنمية الذات والخبراء في ميدان التعامل مع الأفراد، مؤكدة الاهتمام بإشاعة روح المرح والمعرفة معاً في المركز وتأسيس صداقة بين المشرفات والمشتركات في الأنشطة. هبة عُمر فارس، مشرفة إدارية للمركز، قالت عن تجربتها: برنامج صيف البنات كان تجربة أكثر من رائعة تميزت في الأساس باحتضان المشرفات لإبداعات المشتركات والعمل على تنميتها. وضم البرنامج العديد من الدورات التي تهدف إلى تنمية وتطوير كفاءات المشتركات منها دورة الاستشارية أحلام النجار، وكانت بعنوان عالم البنات الجميل وركزت على إبداع الطفل والذكاء والقوة وتحويل الكلمات السلبية إلى إيجابية، إضافة إلى دورة الاستشارية ريم عبيدات بعنوان الثقة بالنفس، وكذلك دورات قدمتها صالحة عبيد غابش، وتنوعت في مواضيعها مثل: السعادة وكيفية الكتابة والتأليف وكثير من الموضوعات الأخرى التي تُنمي مستوى تفكير المشتركات. ولفتت إلى تلازم الجانبين الترفيهي والتعليمي خلال زيارات المشتركات لمواقع عدة، منها مركز الفضاء، والفلك وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية ومعهد الشارقة للتراث وغيرها. من المشاركات، تقول الطفلة ليمار فراس هارون: تعلمت كثيراً من أنشطة المركز واستفدت من البرنامج الصيفي، ففيه تعلمت الثقة بالنفس والذكاء والشجاعة وساعدتني الدورات على تنمية قدراتي ومواهبي. أضافت صديقتها شام ظافر: استمتعت كثيراً بالدورات، خاصة دورة تحويل الكلمات السلبية إلى إيجابية وشعرت بالسعادة والمرح وسط زميلاتي أثناء زيارتنا إلى العديد من الأماكن. اتفقت معها أختها عُلا وعبرت عن سعادتها باشتراكها في البرنامج وما حققته من فوائد، وما أمضته من وقت ممتع، وتعلمها أصول الأكلات الشعبية. وعن مُشاركتها في البرنامج، قالت آمنة صالح: تعلمت الكثير، إذ استطعت تنمية موهبتي خلال الدورات في القراءة والكتابة والطهي والتغذية السليمة. وعن أهم ما استمتعت به شما عبدالرحمن في برنامج هذا العام أشارت تحديداً إلى زيارتها معهد الشارقة للتراث واستماعِها لأهم القصص حول عراقة الإمارات.
مشاركة :