التقت المستشارة الألمانية انغيلا مركل قادة دول في غرب البلقان في العاصمة النمسوية فيينا، في قمة تصدّرت جدول أعمالها أزمة المهاجرين الذين أصبحت هذه المنطقة إحدى البوابات الرئيسية لدخولهم إلى أوروبا الغربية، فيما أعلنت شرطة النمسا أمس، العثور على حوالى 50 جثة تعود لمهاجرين داخل شاحنة متوقفة على جانب طريق سريع في ولاية برغنلاند الحدودية شرق البلاد. ودعت صربيا ومقدونيا اللتان تُعدان من أهم نقاط عبور عشرات الآلاف من المهاجرين الاتحاد الأوروبي إلى التحرك. وقال وزير الخارجية الصربي ايفيتسا داشيش: «نواجه أكبر أزمة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. إنها هجرة حقيقية لشعوب وصربيا بلد عبور». وأضاف: «أعتقد أنه على الاتحاد الأوروبي اقتراح خطة للتحرك ثم دعوتنا للانضمام إليها». وتابع: «سأتحدث في شكل مباشر: نحن نتحمل عبء المشكلة». أما نظيره المقدوني نيكولا بوبوسكي فأشار إلى أن بلاده تستقبل كل يوم 3 آلاف مهاجر قادمين من اليونان المجاورة. وقال: «يجب ألا تكون لدى أحد أوهام بأن الأمر قد يُحَل ما لم يكن هناك تحرك اوروبي رداً عليها». وأضاف: «علينا التحرك الآن ويمكننا على الأرجح تحقيق ذلك بهذا المؤتمر في فيينا وإيجاد حل اوروبي». وأعلنت الشرطة الهنغارية أمس، أن المهاجرين يواصلون التدفق من صربيا إلى هنغاريا في أعداد قياسية بلغت أول من أمس، 3241 شخصاً. وجاء معظم هؤلاء من سورية وافغانستان وباكستان وبينهم نحو 700 طفل واجتازوا الحدود عند خط السكة الحديد قرب قرية روسكي وهي من المناطق القليلة التي لم يكتمل فيها بناء السياج الحديد الذي تبنيه هنغاريا. من جهة أخرى، صرح الرئيس البولندي اندري دودا أن بلاده يجب أن تكون مستعدة لاستقبال «مئات آلاف» الأوكرانيين، مبرراً بذلك التحفظ على استقبال مهاجرين سوريين. ولمواجهة هذا الوضع، دعا وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف ورئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس إلى إقامة مراكز استقبال وفرز للاجئين تمّولها المفوضية الاوروبية. أما في بريطانيا، فأعلن مكتب الإحصاءات الوطنية أن عدد المهاجرين إلى المملكة المتحدة بلغ «مستوى تاريخياً» في الأشهر الـ12 التي انتهت في آخر شهر آذار (مارس) الماضي، وبلغ 329 ألف شخص متجاوزاً الرقم القياسي المسجَل بين حزيران (يونيو) 2004 و2005. وقال وزير الدولة البريطاني للهجرة جيمس بروكنشير إن هذا الأرقام «مخيبة جداً للآمال».