الكثير منا تأتيه فترة ينتابه نوع من الفتور او الكسل في العبادة وهذا الشخص غالبا ما يكون من المحافظين او المواظبين على السنن والفرائض بشكل كبير جدا ، وحتى لا تصل الى هذه المرحلة بأن تترك الطاعة بالكلية وينتابك الفتور والتكاسل نصح العلماء بضرورة اداء العبادة او الطباعة بدون مبالغة حتى لا تمل او تكل من كثرتها . الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق نصح بعدم إجهاد النفس او تحميلها فوق طاقتها وهذا من السنة النبوية حيث جاء ثلاثة نفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : ( أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِله وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ). وهذه صورة من صور الطاعة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم ونصح غيره بها.وأضاف الأطرش ان من بين وسائل علاج الفتور في الطاعة هو المواظبة على الإستغفار والصلاة على النبي والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم مع الإكثار من السجود والدعاء بقول " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " ، اللهم يامثبت القلوب ثبت قلبي على دينك " . وأوضح انه فيما يخص علاج التكاسل عن الصلاة فليس أمامك إلا أن تؤديها فور سماع الأذان وعليك بمراقبة وقت الصلاة والاستعداد لها قبل الأذان بدقائق .وتابع: إخلاص النية في العبادة عليها عامل كبير جدا في المواظبة على الصلاة أو العبادة بصفة عامة ، ومن هنا احرص دائما أن تدع الله بأن يجعل صلاتك وعبادتك خالصة لوجهه الكريم .كيف أعلم أن الله قبل طاعتيقال الدكتور عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن هناك علامات إذا تحققت يجب على أي شخص أن يعلم جيدًا أن الله عز وجل تقبل عمله.وأضاف عويضة خلال البث المباشر على صفحة دار الإفتاء ردا على أسئلة الجمهور ، أن من أبرز هذه العلامات هي كون الفعل أو العمل الذي قام به الإنسان حدث بالفعل وحقق نتائجه الطيبة، إلى جانب استمرارية هذا العمل، خاصة أن الله عز وجل إذا أراد عدم تقبله فإن هذا العمل لن يستمر.وأشار إلى أنه كلما استمر الإنسان في العبادات مثل المواظبة على الصلاة وغيرها من العبادات، فإنها إشارات على قبول هذه العبادات، خاصة أن الاستمرار في العبادة من شروط قبول العمل الصالح.10 علامات تؤكد قبول الطاعةبعد كل طاعة وعبادة سواءً كانت عمرة ، حج ، صيام – صلاة – صدقة،أي عمل صالح كلنا يردد هتاف علي رضي الله عنه يقول: (ليت شعري، من المقبول فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه) ، وبعد كل طاعة نردد أيضًا قول ابن مسعود رضي الله عنه : (أيها المقبول هنيئًا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك).عدم الرجوع إلى الذنب بعد الطاعةفإن الرجوع إلى الذنب علامة مقت وخسران , قال يحي بن معاذ :" من استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود , وعزمه أن يرجع إلى المعصية بعد الشهر ويعود , فصومه عليه مردود , وباب القبول في وجهه مسدود ".- الوجل من عدم قبول العملفالله غني عن طاعاتنا وعباداتنا، قال عز وجل ـ:(وَمَن يَشْكُرْ فَإنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)التوفيق إلى أعمال صالحة بعدهاإن علامة قبول الطاعة أن يوفق العبد لطاعة بعدها، وإن من علامات قبول الحسنة: فعل الحسنة بعدهااستصغار العمل وعدم العجب والغرور به إن العبد المؤمن مهما عمل وقدَّم من إعمالٍ صالحة ,فإن عمله كله لا يؤدي شكر نعمة من النعم التي في جسده من سمع أو بصر أو نطق أو غيرها، ولا يقوم بشيء من حق الله تبارك وتعالى، فإن حقه فوق الوصف، ولذلك كان من صفات المخلصين أنهم يستصغرون أعمالهم، ولا يرونها شيئًا.حب الطاعة وكره المعصيةمن علامات القبول ، أن يحبب الله في قلبك الطاعة ,فتحبها وتأنس بها وتطمئن إليها قال تعالى:(الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) .- الرجاء وكثرة الدعاءإن الخوف من الله لا يكفي، إذ لابد من نظيره وهو الرجاء، لأن الخوف بلا رجاء يسبب القنوط واليأس، والرجاء بلا خوف يسبب الأمن من مكر الله، وكلها أمور مذمومة تقدح في عقيدة الإنسان وعبادته.- التيسير للطاعة والإبعاد عن المعصية سبحان الله إذا قبل الله منك الطاعة يسَّر لك أخرى لم تكن في الحسبان ,بل وأبعدك عن معاصيه ولو اقتربت منها .- حب الصالحين وبغض أهل المعاصيمن علامات قبول الطاعة أن يُحبب الله إلى قلبك الصالحين أهل الطاعة ويبغض إلى قلبك الفاسدين أهل المعاصي .- كثرة الاستغفارالمتأمل في كثير من العبادات والطاعات مطلوبٌ أن يختمها العبد بالاستغفار،فإنه مهما حرص الإنسان على تكميل عمله فإنه لابد من النقص والتقصير.- المداومة على الأعمال الصالحةكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم المداومة على الأعمال الصالحة، فعن عائشة- رضي الله عنها - قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملًا أثبته) وأحب الأعمال إلى الله وإلى رسوله أدومها وإن قلَّت .
مشاركة :