أردناكَ أن تكون: غيثاً مغيثاً، هنيئاً مريئاً، غدقاً مجللاً؛ فأبيتَ إلا أن تكون: مطرَ السّوء الذي أتى على: «القريةِ» فساء مطر المنذَرِين. لم نشأ يا مطرُ- أن نكون من القانطين، لكنّما القوم الذين لا يحبونك بفعل خيانتهم للأمانة، هم وحدهم الذي اضطرونا إلى أن نؤثر «القنوط» كُرهاً، ولتتيقّن -يامطرُ- بأنك لم تكن علينا تلك «الرحمة» كما كنتَ قبلاً، لما أن كنّا نستشرفك «غيثاً» تبسط رداءك القشيب على صحرائنا الممحلة، بل ألفيناكً -أعوامنا الأخيرة هذه- لا تعدو أن تكون «حجارةً من سجيلٍ» تصيبُ بأذاك من كان صغيرا فينا أو ضعيفا، في حين ليس ثمة من يكترث بحجارتك ممن يقنط برجا مشيدا أو يُبصرك على شاشة التلفزيون وقد تمطّى على أريكته!. لاجناحَ على «نزاهة» ذلك أنّ بنا «أذىً من مطرٍ» فلم نأخذ حِذرنا منذ أن وضعنا عن عواتقنا «قانون المحاسبة»، حتى إذا ما أفقنا بسبب من زخات المطر المرعب، اكتشفنا -يوم لا ينفع الاكتشاف- أنّ «بِنْيتنا هشّةً» لينضاف أذى «المقاول» بعدوانيته السافرة للوطنِ، إلى أذى المطر الذي لا يُجاملُ أحداً وليست تجدي في «قانونه» المحسوبيات، وبهما -أعني أذى المقاول وأذى المطر- تمّت إماطتنا عن طريق «النهضة» بطريقةٍ تدعو للشفقة، وما ثمّ من أحدٍ فينا إلا وقد تعرّى قبالة العالمين، ذلك مصير كل من كان لا يرجو «تنمية» في ظلّ عبثٍ لا يسأل أصحابه عما يفعلون.! وها نحن عاماً إثر عامٍ ونحن نُمْطر، وما يلبث فينا هذا الفاضح غير ساعةٍ من نهار، ليُعمِل بالتالي سوطه في منشآتنا -الجبارة-!! وبذات الأداء المألوف سنوياً، وعلى نفس إيقاعه «المونودرامي» من الإمعان في كشف ما كان نظنّه قبلاً من قبيل المستور الذي يتعذّر على أيما أحدٍ في أن يفضح مخبوءه ويَبين عن عورته المغلّظة. لقد كنتَ -يامطر- وبشهادة الجميع، كنتَ بالمرصاد في سبيل الإبانة عن «فلول العابثين» بمقدرات هذا الوطن، إلى هنا وينتهي دورك الذين نحمده لك يوماً بعد آخر، غير أنّنا لم نزل بعْدُ ننتظر كيف ستكون عاقبة المجرمين! وبالجملة: فإننا لمّا أن رأيناك عارضاً مستقبلاً مدننا ظنناك -بادي الرأي- ذلك المطر الذي سقناه إلى مرابعنا بصلاة استسقائنا وإذ بك ذلك الوعيد الذي استعجلنا به عقوبة ما كنا نحسبه إنجازا. سؤال: الذين لا يحبون المطر بأي ماء سيغسلون عار جنياتهم؟!
مشاركة :