سادت حالة من التعجب الممزوج بالحزن بعد واقعة احتفاظ فتاتين بجثة والدهما داخل الشقة بعد وفاته داخل شقتهم في منطقة بولاق الدكرور، حيث إن الفتاتين كانتا تعيشان مع والدهما داخل الشقة بعد وفاة والدتهما.يصف جيران الأسرة بالمنطقة، الواقعة بأنها كانت بمثابة مفاجأة وصدمة، وأكدوا أن اكتشاف الواقعة جاء بطريق الصدفة.ويروى الجيران: كانت الساعة نحو السادسة مساء، وعقب محاولتنا معرفة حقيقة ما يحدث، اكتشفنا أن الفتاتين احتفظتا بجثة والدهما نحو ١٠ أيام داخل الشقة، ولم يعلنا عن وفاته.وأضاف الجيران أن الفتاتين تعانيان من أزمات نفسية منذ سنوات، فبعد وفاة والدتهما، أخذهما والدهما للعيش في تلك الشقة، ولم يكن لهما أى تعامل مع أحد في المنطقة أو الجيران، فوالدهما كان حازمًا في تربيتهما لدرجة أنه ليس لهما أى تعامل مع أحد بالمنطقة.وعن كواليس اكتشاف الواقعة، أشار الجيران إلى أن عم الفتاتين كان متوجهًا لزيارة شقيقه «والد الفتاتين»، ولكنهما رفضتا دخوله الشقة، ولكنه شم رائحة كريهة تأتى من داخل الشقة، وعقب دخوله الشقة أكتشف الواقعة، جثة شقيقه على السرير وملفوفة بـ «شاش»، فقام بإبلاغ رجال المباحث.وحقيقة الواقعة، هو أن الأب كان يعانى من «أزمة سكر»، وفى تلك الليلة توفى وسقط من أعلى السرير، ظنت ابنتاه أنه مريض ولم يتخيلا أنه قد توفى، ونظرًا لمعانتهما من أزمات نفسية وضعتا «دقيقا وبيضا» فوق جثته، كما أحضرا كريمات وقاما بدهن الجسد بالكريمات، واشترتا «شاش» من الصيدلية وقامتا بلف الجسد به.النيابة العامة بجنوب الجيزة باشرت التحقيق بالواقعة، كما أمرت بتشريح جثة الأب لبيان السبب الرئيسى للوفاة، كما تبين من خلال الكشف الطبى المبدئى أن الوفاة طبيعية، ولا توجد هناك أى شبهة جنائية بالواقعة، كما طالبت النيابة التحريات التكميلية بالواقعة.وكشفت تحقيقات النيابة تفاصيل الواقعة التى بدأت أحداثها منذ ما يقرب من ثلاثين عاما حيث تزوج المجنى عليه «م.ش» وأنجب ابنتيه، كانت حياتهم هادئة، ومع مرور الوقت توفيت الزوجة وعاش الزوج برفقة ابنتيه، والتحقتا بكلية الحقوق وتزوجتا وذهبتا للعيش ببيتى زوجيهما، وبعد أن انفصلت كل أخت عن زوجها عادتا للعيش برفقة والدهما في منزلهما القديم، وكانت هناك محاولات للإصلاح بين الأختين وزوجيهما ولكن رفض الأب والأختان لشدة تعلقه بهما.وأضافت التحقيقات أنهما لم تتركاه وحده إلا في أوقات الصلاة وبعد فترات لم يعد يره أحد من الجيران، فظن البعض أنه مريض ولا يغادر منزله لظروفه الصحية ولكن لم يكن أحد يعلم أنه قد وافته المنية، حيث لم تخبر الابنتان أحًدا بوفاته.وأشارت التحقيقات إلى أن هذا الوضع استمر عشرة أيام متواصلة إلى أن قامت طليقته بالذهاب إلى البيت للسؤال عليه لأنه لم يكن يرد على اتصالاتها، ولكن رفضت الأختان وأخبرتاها بأنه ليس بالمنزل إلى أن جاء أخوه فأخبراه بأنه ذهب لأداء واجب العزاء وعند مغادرته اتصلت به طليقة المتوفى لإخباره برفض ابنتيه رؤية طليقها فاقتحم المنزل عنوة ليجد أخاه ميتا وجثته متعفنة فقام بإبلاغ الشرطة.وألقت الشرطة القبض على الأختين، واللتين أكدتا أن السبب في عدم الإبلاغ بالوفاة هو حبهما للأب ورفضهما الاعتراف بوفاته، فأمرت النيابة بإيداعهما مستشفى الأمراض النفسية والعصبية لمعرفة مدى سلامة قواهما العقلية وإعداد تقرير بذلك.
مشاركة :