صناعة الأمل فن لايتقنه الا القليل ،فهوا عمل ليس بالسهل ، كما انه ليس بالصعب .فلا توجد قوة في الحياة تستطيع ان تغير المجتمعات نحو الأفضل أكبر من قوة الأمل،هناك الكثير من الناس الذين يستطيعون ان يملؤ قلوب من حولهم بأساً وتعاسة . فالحياة بما تحمله من أوجاع وما تلقيه علينا من مشاكل وما تغرقنا به من هموم تجعل البعض يتشائم فينعكس كل ذلك على حياتهم فتراهم دائماً عابسي الوجه لايخالطون الآخرين وإن اضطروا لمحادثتهم لا يتجاوز كلامهم عن مشاكل الحياة وهمومها وقد تكون هذه المرحلة هي الأصعب وهي الأطول ولن يسد الثغرات التي يتسرب منها الخوف والقلق. بينما القليل جدًا من الناس من يملأ قلبك أملًا ونفسك تفاؤلاً وينقل لك الكثير من الأحداث وينقلك من السيئ إلى الحسن فمن الجميل ان يكون الانسان متفائلا مغمورا بالبشر والرضا والايمان.. إلا ان هذا لن يجعل الواقع أجمل، ولن يرسم ملامح مستقبل أفضل، فصناعة الأمل، تبدأ من عقل يدرك بواعث المخاوف.. ويدرك وقائع البؤس والاضطراب في الحياة، ليشرع في تلافي الوقوع قدر الامكان في شرور الاختناقات والازمات لكن سـيأتي يوم وتنتهي، ويتغير الحال من مرحلة الحزن والأسى إلى مرحلة الرضى والقناعة لتستقر الحياة وتعود الي طبيعتها من جديد ،فتلك هي محاولتنا في صنع الأمل ، فالأمل لا يأتي بمفرده نحن من نصنعه.. و للأمل صناع : هذا ليس عنوانا او شعارا .. إنه المبدأ المجرب والاسلوب الانجح الذي مارسه الانسان منذ عصور بعيدة بطرق مختلفة وفي بيئات مختلفة.. وتعمل به اليوم وغدا شعوب وحكومات تحقق نجاحات، وتتجاوز به صعوبات، ليعيش جيلا بعد جيل ملامح الازدهار، فما اجمل ان يصنع الانسان الأمل من ذاته ومن حبه للحياة فالأمل ضوء ينير عتمة الطريق لماذا تسلم نفسك للانهزام؟ اصنع الأمل في حياتك دون أن تعتمد على الآخرين الانهزامية لا تورث إلا التكاسل، لا تغلق أبواب الحياة في وجهك وأنت لا تزال تتنفس.
مشاركة :