يعد صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس إدارة شركة نيوم، ببناء شبكة من المدن الذكية التي لن يكون فيها أي سيارات أو طرق. ويُطلق على تلك الشبكة من المدن الذكية اسم The Line، وذلك نظرًا لتنظيمها للمجتمعات المستقبلية الشديدة الارتباط. وتشكل The Line جزءًا من (نيوم) NEOM، وهو مشروع بقيمة 500 مليار دولار تم الإعلان عنه في شهر أكتوبر 2017. ووفقًا لتصريحات صاحب السمو الملكي، فإن المشروع يوفر حلولًا فائقة السرعة للمواصلات، مما يسهل التنقل، إلى جانب المركبات الذاتية القيادة، والتخطيط الحضري الذي يضمن أن المرافق الأساسية، مثل: المدارس والعيادات الطبية، لا تبعد أكثر من خمس دقائق سيرًا على الأقدام. وقال منظمو المشروع في بيان صحفي: من المتوقع ألا تستغرق الرحلة أكثر من 20 دقيقة. ومن المفترض أن يعيش مليون شخص داخل مدينة The Line، التي تمتد لمسافة 170 كيلومترًا، وتعمل بالطاقة النظيفة بنسبة 100 في المئة. وتركز المدينة على الطبيعة، مع وجود طبقة للمشاة على السطح وطبقتين إضافيتين، للبنية التحتية والنقل، مخبأة تحتها. وبالإضافة إلى ذلك، يدعي المنظمون أن الذكاء الاصطناعي سيكون قادرًا على مراقبة المدينة واستخدام البيانات والنماذج التنبؤية لاكتشاف طرق لتحسين الحياة اليومية. وتُعد هذه المدينة أحد مشاريع البنية التحتية الأكثر تعقيدًا وتحديًا في العالم، ومن المفترض أن يبدأ البناء في هذا الربع، وهي تشكل جزء من رؤية السعودية 2030، وهو مشروع مصمم لإيجاد 380 ألف وظيفة و 180 مليار ريال سعودي (48 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030. وحاولت العديد من الحكومات والشركات بناء المدن الذكية على مر السنين، وأشهرها (سونغدو) Songdo، وهي مدينة تغذيها التكنولوجيا بنيت على بعد 40 ميلاً غرب سيول، عاصمة كوريا الجنوبية. وحاولت كل من سنغافورة وبرشلونة تعديل مدينتهما بأجهزة استشعار يمكنها مراقبة استخدام الطاقة وجودة الهواء ومواقف السيارات. وأقامت Sidewalk Labs، وهي شركة مملوكة لشركة ألفابت، الشركة الأم لشركة جوجل، حيًا ذكيًا في تورنتو يسمى Quayside. وتخلت Sidewalk Labs عن المشروع في شهر مايو الماضي بسبب حالة عدم الاستقرار الاقتصادي غير المسبوقة، كما واجه الحي الذكي Quayside مقاومة من سكان تورنتو ومتخصصي الخصوصية وأعضاء صناعة التكنولوجيا طوال عملية التخطيط.
مشاركة :