سوق عكاظ.. عبق الماضي وألق الحاضر | صالح بكر الطيار

  • 8/30/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعوّدنا أن نرى الطائف عروس المصائف، دائمًا في أبهى حللها وأكمل زينتها بثوبها الزاهي القشيب، تسرُّ الناظرين وتُسعد السائحين، فإذا كان هذا دأبها على مرِّ الزمان، فإنها في هذا العام بدت أكثر تألقًا وجمالًا، وهي تستعرض بكل فخر ملامح ماضيها التليد، لتمزجه بحاضرها السعيد، من خلال فعاليات سوق عكاظ، الذي انفجرت فيه كافة الأنشطة والطاقات، وبرزت تلك الإبداعات التي تستهوي كل زائر وتجتذب كل سائح، بل تُشبع مختلف الرغبات، وترضي سائر الأمزجة، حيث اشتملت فعاليات السوق على العروض المسرحية، ولمحات تاريخية وثّقت لذلك الإرث العريق، واحتوت أيضًا على عروض الشعر العربي في مسارح مفتوحة، وفعاليات قوافل الإبل والخير. مما لاشك فيه أن لوحة الجمال تلك تزداد حسنًا وسحرًا بجانب ما تتميز به مدينة الطائف من جذب سياحي وجمال طبيعي، علمًا بأنها استضافت خلال أسبوعين ما يزيد على المليون زائر في منتزه واحد تم افتتاحه مؤخرًا. والجدير بالذكر أن 71% منهم خليجيون، فالطائف تستحق كل الاهتمام ويمكن تطويرها لتكون أكثر جذبًا للزوار والسائحين، فالحرف اليدوية القديمة شارك فيها حرفيون تجاوز عددهم العشرين ألفًا، كانوا يعملون في مجموعات بلغت 45 مجموعة من مجموعات محترفي الصناعات اليدوية، وكلها تبارت في سباق شريف للتميز والفوز بجائزة سوق عكاظ للإبداع الحرفي التي تُعْنَى بتكريم المبدعين في مجالات الابتكار في الصناعات اليدوية والشعبية، علمًا بأن تلك الجائزة تُعاينها دائمًا لجنة تحكيم متمكنة بخبراتها الفنية والإدارية، كما أن السوق فتح الباب على مصراعيه للأسر المنتجة التي قدّمت إنتاجها من حرف وأشغال يدوية، بالإضافة إلى أشهى المأكولات الشعبية. امتازت دورة هذا العام لسوق عكاظ بمشاركة قطرية وبحرينية، فقد استضافت 11 حرفيًا من دولتي البحرين وقطر، خُصّص لهم مكان مناسب في السوق لعرض منتجاتهم، بينما قدّمت إدارة سجون المنطقة منتجات وإبداعات السجناء في إحدى الخيام المخصصة. إن فعاليات سوق عكاظ تعني المحافظة على تراث وطني رائع، والاهتمام بقيمة تاريخية كبرى، ويعود فضل رعاية هذا العمل الكبير للهيئة العامة للسياحة، التي أولت الأمر اهتمامًا كبيرًا، هدفت من ورائه، إحياء الحرف الوطنية والصناعات التقليدية والمحافظة عليها من الاندثار، نظرًا لقيمتها كنمط اقتصادي هام، بالإضافة إلى أنها وجهة سياحية تستهوي سائر الثقافات وكافة الميول، فتلك الصناعات التقليدية تُمثِّل ثراءً تاريخيًا عظيمًا، تعتز به المملكة كثيرًا تبعًا لتنوعها الجغرافي والثقافي، فالشكر لكل من قام على أمر هذه التظاهرة الجميلة، والشكر موصول للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بقيادة رئيسها النشط سمو الأمير سلطان بن سلمان. وأخيرًا.. إننا نتطلع للمزيد من المشروعات السياحية في الطائف بوصفها أحد أبواب الجذب السياحي للمملكة، بما تمتلكه من مقوّمات طبيعية، قَلَّ أن توجد في محيط الإقليم، من حيث جوّها الساحر وطبيعتها الرائعة. sbt@altayar.info

مشاركة :