ثمة وهم رائج عن ريادة الأعمال وهو أنها خاصة بعلية القوم، أو أنها مهنة الأثرياء، لكن ماذا عن رواد الأعمال الذين صعدوا من قاع الفقر إلى القمة النجاح أليس أكبر دليل عملي على خطأ هذا التصور؟! ريادة الأعمال هي محاولة إحداث النقلة، ومساعدة الناس في العبور من نقطة إلى أخرى في حياتهم. ومن ثم فإذا لم يكن هناك أشخاص تمكنوا من العبور من قاع الفقر إلى قمة النجاح فهذا معناه أن ثمة خطأ ما يجب فحصه من جديد، نحن لا ننكر أن هناك أشخاصًا يولدون أثرياء، على سبيل المثال، لكن على الجهة الأخرى هناك أصحاب مليارات عصاميون، بدؤوا من الصفر، وأصبحوا من أثرى أثرياء العالم.رواد أعمال من قاع الفقر إلى قمة النجاح إن هدفنا من طرح هذا الموضوع هو التعليم بالقدوة، وإعطاء أمثلة عملية، فالتجربة الحقيقية أكثر إقناعًا من مجرد التنظير الباهت والمجرد، ناهيك عن فكرة إعطاء نصائح عامة. اقرأ أيضًا: فوائد ريادية.. نصائح مؤسس “سناب شات” لرواد الأعمالجان كوم.. البواب الذي أطلق تطبيق WhatsApp وُلد جان كوم في أوكرانيا، هاجر هو ووالدته إلى الولايات المتحدة عندما كان عمره 16 عامًا، واستقر في ماونتن فيو بكاليفورنيا. عملت والدته جليسة الأطفال، بينما عمل هو كبواب وفي محل بقالة، وفي هذه الأثناء علّم نفسه شبكات الكمبيوتر من خلال قراءة الكتيبات القديمة، وفي النهاية حصل على وظيفة في ياهو. وهناك التقى بريان أكتون؛ الذي أصبح لاحقًا أحد مؤسسي WhatsApp، وبعد شرائه iPhone وإدراكه لإمكانات صناعة التطبيقات المتنامية، تمكن من إطلاق تطبيق WhatsApp الذي حقق ازدهارًا سريعًا. ثم استحوذ Facebook على التطبيق في عام 2014 مقابل 19 مليار دولار. وتُقدر ثروة جان كوم الصافية الآن بحوالي 9.1 مليار دولار. اقرأ أيضًا: اكتشاف رواد الأعمال في الصغر.. ما دور المعلمين؟جون بول ديجوريا رائد الأعمال الذي عاش حياة التشرد عندما كان طفلًا عاش جون بول ديجوريا لفترة من الوقت في دار رعاية في شرق لوس أنجلوس، وانضم فيما بعد إلى عصابة في الشارع عندما كان مراهقًا.وعانى من التشرد عدة مرات، وتخلت عنه زوجته في وقت لاحق واستولت على كل أمواله، وانتهى به الأمر للعمل في العديد من شركات العناية بالشعر، سوى أنه أصبح مندوب مبيعات بارعًا. ومع ذلك تم طرده من العمل؛ لأنه لم يكن متوافقًا مع الشركة، فقرر هو وصديقه مصفف الشعر “بول ميتشل” إطلاق عمل تجاري معًا؛ بهدف بيع المنتجات الفاخرة بأسعار معقولة، وكافح في العمل لمدة عامين قبل أن يضع أقدامه على أول طريق النجاح، وأن تصبح منظمته أول شركة تجميل تتخذ موقفًا ضد التجارب على الحيوانات. وواصل DeJoria المشاركة في تأسيس شركة Patron Spirits Company وسلسلة ملهى House of Blues الليلي، بالإضافة إلى وجود مصالح في عدد من الشركات الأخرى. تُقدر ثروته بـ 3.4 مليار دولار. اقرأ أيضًا: أهمية المرشدين لرواد الأعمال.. الخبرة أساس النجاحتوشار جاين.. بائع الحقائب الذي لم يفقد الأمل اضطر Tushar Jain لبيع الحقائب في شوارع مومباي بعد أن فقد والده كل شيء في عملية احتيال في البورصة، غير أن الولد ووالده لم يفقدا الأمل؛ فقام توشار ووالده بتحويل شركة الحقائب الصغيرة تمامًا إلى واحدة من أكبر الشركات البائعة للحقائب المدرسية، والحقائب الجامعية، والحقائب الواقية من المطر، وحقائب العمل والكمبيوتر المحمول. وتم تسمية الشركة باسم High Spirit Commercial Ventures، وشهدت ارتفاعًا هائلًا في شعبيتها، وأصبحت رابع أكبر صانع وبائع لحقائب الظهر والأمتعة في الهند. يقول توشار: “برزنا كأكبر علامة تجارية في قطاع حقائب الظهر الهندية؛ من خلال بيع سبعة ملايين حقيبة في عام 2018”. ويقع المقر الرئيسي لشركة الإيرادات التي تبلغ قيمتها 250 كرور روبية في مومباي، ولديها 10 مكاتب إقليمية منتشرة في جميع أنحاء الهند، وتغطي كل منطقة في البلاد. اقرأ أيضًا: كيف تحافظ الشركة الناشئة على الإبداع؟رائد الأعمال الكفيف بهافيش بهاتيا إذا كنا نتحدث عن رواد أعمال صعدوا من قاع الفقر إلى قمة النجاح فليس في الإمكان أن نغفل بهافيتش بهاتيا ذاك الرجل خارق القدرات؛ لم يُولد بهاتيا كفيفًا لكنه وُلد مصابًا بتدهور عضلي في شبكية العين، وكان يعلم دائمًا أن بصره سيزداد سوءًا بمرور الوقت، وفي سن الثالثة والعشرين عامًا قررت عيناه التخلي عنه تمامًا. كان يعمل مديرًا للفندق، ويسعى جاهدًا لتوفير المال لعلاج والدته التي كانت تعاني من مرض السرطان، والتي مُني بفقدها بعد ذلك. أنشأ عملًا خاصًا به في مجال الشموع، واعتاد بهافش، في بداية المشروع، أن يخصص بشق الأنفس 25 روبية يوميًا لشراء الشمع لمخزون الشموع في اليوم التالي. اليوم، تستخدم شركته Sunrise Candles خمسة وعشرين طنًا من الشمع يوميًا؛ لتصنيع 9000 تصميم من الشموع العادية والمعطرة والشموع العطرية. ويستورد الرجل الشمع من المملكة المتحدة، ومن عملائه Reliance Industries وRanbaxy و Big Bazar وNaroda Industries وRotary Club، على سبيل المثال لا الحصر. تمكن هذا الرجل من الانتقال من قاع الفقر إلى قمة النجاح؛ ليس لكونه أصبح ثريًا فحسب، ولكنه تغلب على الإعاقة، كما أنه أصبح رياضيًا موهوبًا، ويخصص وقتًا كافيًا لصقل قدراته بشكل احترافي. اقرأ أيضًا: دعم المملكة لرواد الأعمال الشباب.. الطريق لمستقبل أفضل الفرق بين رائد الأعمال وصاحب المشروع 4 خطوات لتصبح رائد أعمال
مشاركة :