أدان سياسيون وحقوقيون التفجير الإرهابي الذي استهدف رجال أمن ومواطنين بمنطقة كرانة أمس وأسفر عن استشهاد رجل الأمن وجدي صالح، واصابة عدد من المواطنين ورجال الأمن وطفل، وأكدوا أن تلك الأعمال الجبانة قد فشلت في زعزعة الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية لأن المجتمع البحريني لدية ثقة بالله ثم بالقيادة الرشيدة ورجال الأمن الذين قدموا الغالي والنفيس من أرواحهم الزكية، مطالبين بضرورة تقديم المجرمين للمحاكمة العاجلة، وأعربوا عن دعمهم للإجراءات المتخذة لتعزيز السلم الأهلي. وأوضح عبدالله سعد الحويحي رئيس مجلس إدارة مركز دراسات الخليج العربي أن تفجير كرانة الإرهابي يؤكد من جديد استمرار القوى الإرهابية في أعمالها التخريبية بعد أن فشلت محاولاتها السابقة في إثارة المواجهات الطائفية التي تسعي إليها، وقال إن هذا العمل الإجرامي يأتي ليؤكد العلاقة التنظيمية والحركية بين هذه المجموعات الإرهابية سواءً في سترة أو المحرق واليوم في كرانة والتي تثبتها طريقة زرع العبوات أو المواد المستخدمة لتؤكد علاقة هذه المجموعات مع ما يسمى بحزب الله التابع للولي الفقيه في إيران والتي تثبت الأحداث والتصريحات الصادرة من قياداتهم الدينية والعسكرية تورطهم في هذه الأعمال الإرهابية عن طريق التمويل والتدريب والتزويد بأدوات ومواد وأجهزة التفجيرات التي تستخدم في كافة العمليات الارهابية. ولفت الحويحي إلى أن توقيت هذه التفجيرات يأتي والبحرين تسير علي طريق التعافي في محاولة لزعزعة الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية التي تسير هي الأخرى على طريق التواصل بين مكونات الوطن. وتابع قائلاً في الوقت الذي ندين فيه هذا العمل الإرهابي الجبان، فأننا نثمن عاليًا جهود أجهزة الأمن في سرعة التعاطي والتعامل مع هذا الحدث وكشف منفذي العملية الإرهابية في نفس الوقت والقبض على بعض المتورطين، في الوقت الذي نعزي معالي وزير الداخلية في شهيد الواجب وأسرة الشهيد الذي قدم روحه فداءً للوطن وكذلك تقدير كل شعب البحرين لتضحيات رجال الأمن في سبيل حفظ الأمن والاستقرار في ربوع هذا الوطن. بدوره قال أحمد جمعة رئيس جمعية ميثاق العمل الوطني إنه من الملاحظ في الفترة الأخيرة أن هناك تصعيدًا نوعيًا وكميًا في العمليات الإرهابية والتفجيرات التي تستهدف رجال الامن والمواطنين والممتلكات، مشيرًا إلى أن الأمر ليس فقط عمليات إرهابية عشوائية بل انه يتخطى ذلك بكثير سواء من خلال التصريحات العدائية من المسؤولين الإيرانيين ضد المملكة ودول المنطقة ثم تهريب أسلحة ومواد متفجرة الى البحرين وتحريض إعلامي إيراني صريح، كل ذلك يشير الى وجود خطة منظمة ومتكاملة لخلخلة الامن والاستقرار داخل البلاد. وأشاد جمعة بدور وزارة الداخلية ورجال الامن، مؤكدًا أن عليهم دورًا كبيرًا ويتحملون هذا الامر بالكامل، مطالبًا بضرورة أن يكون هناك تحرك من الجميع ضد تلك التهديدات التي ضرب الوطن، وان تتحرك الدولة على أعلى المستويات وأن تتخذ إجراءات أخرى للتصدي لهذا الارهاب بجانب الإجراءات الامنية من خلال تصعيد الامر الى مجلس الامن والمنظمات الدولية والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي في مواجهة ذلك التهديد الايراني المكشوف والمباشر من المسؤولين الايرانيين انفسهم ضد البحرين. وأوضح أحمد جمعة أن المجتمع البحريني يطالب الان بضرورة الضرب بيد من حديد على هؤلاء الإرهابيين، وان ينفذ القانون بكل حزم ضد منفذي العمليات الارهابية ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه فعل مثل تلك الاعمال الخسيسة التي تودي بحياة الابرياء، مشيرًا الى أن المواطنين يسعون بكل ما يمكنهم من قوة بمساعدة رجال الامن لوأد تلك العمليات الارهابية. من جانبها أكدت د.ريم الفايز الأمين العام لجمعية الارادة والتغيير الوطنية ان التصدي للإرهاب أصبح الآن واجب وفريضة على كل شخص، مضيفة أن البحرين تتعرض لمؤامرة إرهابية كبيرة تهدد أمنها واستقرارها. وقالت إن تلك الأعمال الإرهابية ليست أعمالاً فردية، فتزامنها وتواترها بهذا الشكل يدل على أنها أعمال مرتبة ومنظمة لضرب امن المملكة، مشيرة الى أن تلك الاعمال الارهابية التي تسفك الدماء وتروع الامنين تنافي تماما مع مبادئ ديننا الاسلامي الذي يدعو الى الاعتدال والتسامح والحث على القيم الفاضلة. وأشارت الفايز الى أن المطلوب حاليا أن يكون هناك رؤية واضحة للتصدي للارهاب، ليس فقط على مستوى المملكة بل ايضا على المستوى الاقليمي والدولي، والعمل بأسرع وقت ممكن للاتحاد الخليجي، مؤكدة على ضرورة منع استغلال الدين لأغراض سياسية، مطالبة كل المواطنين بتحمل المسؤولية وان يقفوا صفًا واحدًا أمام تلك التهديدات. وأوضحت أمين عام جمعية الارادة والتغيير الوطنية ان كل المعطيات تشير الى زيادة التدخل الإيراني في الشأن الخليجي عامة والبحريني خاصة بعد الاتفاق النووي الايراني مع دول الغرب، لافتة الى ان استهداف مدنيين في حادث كرانة الارهابي يمثل تطورًا خطيرًا، ويؤكد ان نار الارهاب لا تستهدف رجال الامن فقط بل ستطال الجميع ان لم نقف وقفة حاسمة امام هذا الارهاب الاسود. وأشادت الفايز بدور الأجهزة الأمنية في العمل على حفظ واستقرار امن المملكة، قائلة إن رجال الامن هم درع الوطن القوي وهم ضمان امن واستقرار الوطن، وأي ضرر يمسهم فهو يمثل تهديد وحدة واستقرار الامن الوطني، مطالبة بضرورة ان يكون هناك تعاون دائم ومستمر بين المواطنين ورجال الامن. ووفي ذات السياق أعرب سلمان ناصر رئيس مجموعة حقوقيون مستقلون عن إدانته الشديدة للتفجير الإرهابي الجبان وتقدم بأحر التعازي لمعالي وزير الداخلية في استشهاد الشرطي وجدي صالح محسن إثر التفجير الارهابي وأسرة الشهيد وجميع منتسبي وزارة الداخلية داعيًا الله عز وجل أن يمن بالصحة والشفاء العاجل لجميع المصابين أثر هذا العمل الاجرامي الذي تنصل من جميع القيم الإنساني وما جاء بالكتب السماوية. وقال الناصر إن ما تتعرض له البحرين اليوم لهو عمل إرهابي ممنهج يقوم به أشخاص تنصلوا من القيم الإنسانية والانتماء الوطني وباعوا الأمن والسلم الأهليين بانتماءات خارجية أثبتتها التحقيقات في عدة أعمال ارهابية من ضمنها تفجير سترة الذي راح ضحيته ثلاثة من رجال الأمن، كما أثبتت التحقيقات ضلوع إيران في تمويل وتوفير الدعم اللوجستي للجماعات الإرهابية بغية تصدير أزماتها إلى البحرين والخليج العربي، وأكد على أن ما يسعى له الإرهابيون جراء أفعالهم المجرمة دوليًا وإنسانيًا، هو إشاعة الفوضى والاحتراب الداخلي وزعزعة الثقة لدى رجال الأمن. ولفت الحقوقي سلمان الناصر إلى أن هدف الإرهابيين لم يتحقق لأن المجتمع البحريني لدية ثقة بالله ثم بالقيادة الرشيدة ورجال الأمن الذين قدموا الغالي والنفيس من أرواحهم الزكية في الذود عن الوطن والحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي، فلهم منا التحية والإجلال على تضحياتهم الجليلة. وأعرب الناصر عن دعم جميع الإجراءات المتخذة والتي ستتخذ من قبل وزارة الداخلية التي من شأنها تعزيز الأمن والسلم الأهليين، هذا بجانب الإجراءات الاحترازية التي تحول دون تحرك الارهابيين ومن يقوم بالتستر عليهم أو يبرر أفعالهم المشينة، وطالب وزارة الداخلية بسرعة القبض على المتورطين في هذا العمل الإرهابي الجبان وتقديمهم للعدالة لينالوا العقاب جراء ما سولت لهم انفسهم، وبتطبيق القصاص على من انتهت مراحل التقاضي في قضاياهم وأصبحت الاحكام باتة ممن تورطوا في أعمال إرهابية راح ضحيتها رجال أمن ومواطنون.
مشاركة :