أدان سياسيون وحقوقيون التفجير الإرهابي الذي استهدف رجال أمن ومواطنين بمنطقة كرانة أمس الأول الجمعة (28 أغسطس/ آب 2015) وأسفر عن استشهاد رجل الأمن وجدي صالح، واصابة عدد من المواطنين ورجال الأمن وطفل، وأكدوا أن تلك الأعمال الجبانة فشلت في زعزعة الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية؛ لأن المجتمع البحريني لديه ثقة بالله ثم بالقيادة الرشيدة ورجال الأمن الذين قدموا الغالي والنفيس من أرواحهم الزكية، مطالبين بضرورة تقديم المجرمين إلى المحاكمة العاجلة، وأعربوا عن دعمهم للإجراءات المتخذة لتعزيز السلم الأهلي. وأوضح رئيس مجلس إدارة مركز دراسات الخليج العربي عبدالله الحويحي أن «تفجير كرانة الارهابي يؤكد من جديد استمرار القوى الارهابية في أعمالها التخريبية بعد ان فشلت محاولاتها السابقة في إثارة المواجهات الطائفية التي تسعي اليها». وقال «إن هذا العمل الاجرامي يأتي ليؤكد العلاقة التنظيمية والحركية بين هذه المجموعات الارهابية سواءً في سترة او المحرق واليوم في كرانة والتي تثبتها طريقة زرع العبوات أو المواد المستخدمة لتؤكد علاقة هذه المجموعات مع ما يسمى بحزب الله التابع إلى الولي الفقيه في إيران والتي تثبت الأحداث والتصريحات الصادرة من قياداتهم الدينية والعسكرية تورطهم في هذه الاعمال الارهابية عن طريق التمويل والتدريب والتزويد بأدوات ومواد وأجهزة التفجيرات التي تستخدم في العمليات الإرهابية كافة». ولفت الحويحي إلى أن «توقيت هذه التفجيرات يأتي والبحرين تسير على طريق التعافي في محاولة لزعزعة الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية التي تسير هي الأخرى على طريق التواصل بين مكونات الوطن». وتابع قائلا: «في الوقت الذي ندين فيه هذا العمل الارهابي الجبان، فإننا نثمن عاليا جهود أجهزة الأمن في سرعة التعاطي والتعامل مع هذا الحدث، وكشف منفذي العملية الارهابية في الوقت نفسه، والقبض على بعض المتورطين، في الوقت الذي نعزي وزير الداخلية في شهيد الواجب وأسرة الشهيد الذي قدم روحه فداءً للوطن، وكذلك تقدير كل شعب البحرين لتضحيات رجال الأمن في سبيل حفظ الأمن والاستقرار في ربوع هذا الوطن». بدوره قال رئيس جمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة: «إن من الملاحظ في الفترة الأخيرة أن هناك تصعيداً نوعيّاً وكميّاً في العمليات الارهابية والتفجيرات التي تستهدف رجال الأمن والمواطنين والممتلكات». وأشار إلى أن «الأمر ليس فقط عمليات إرهابية عشوائية، بل يتخطى ذلك بكثير، سواء من خلال التصريحات العدائية من المسئولين الايرانيين ضد مملكة البحرين ودول المنطقة ثم تهريب أسلحة ومواد متفجرة الى البحرين وتحريض إعلامي ايراني صريح، كل ذلك يشير الى وجود خطة منظمة ومتكاملة لخلخلة الأمن والاستقرار داخل البلاد». وأشاد جمعة بدور وزارة الداخلية ورجال الأمن، مؤكداً أن «عليهم دوراً كبيراً ويتحملون هذا الأمر بالكامل»، مطالبا بضرورة أن يكون هناك تحرك من الجميع ضد تلك التهديدات التي تضرب الوطن، وان تتحرك الدولة على اعلى المستويات وان تتخذ اجراءات أخرى للتصدي لهذا الارهاب بجانب الإجراءات الأمنية من خلال تصعيد الأمر الى مجلس الأمن والمنظمات الدولية والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي في مواجهة ذلك التهديد الايراني المكشوف والمباشر من المسئولين الايرانيين أنفسهم ضد البحرين». وأوضح جمعة أن «المجتمع البحريني يطالب الآن بضرورة الضرب بيد من حديد على هؤلاء الارهابيين، وان ينفذ القانون بكل حزم ضد منفذي العمليات الارهابية ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه فعل مثل تلك الأعمال الخسيسة التي تودي بحياة الابرياء، مشيرا الى ان المواطنين يسعون بكل ما يمكنهم من قوة بمساعدة رجال الأمن إلى وأد تلك العمليات الارهابية». من جانبها، أكدت الأمين العام لجمعية الارادة والتغيير الوطنية ريم الفايز أن التصدي للإرهاب أصبح الآن واجباً وفريضة على كل شخص، مضيفة ان البحرين تتعرض لمؤامرة إرهابية كبيرة تهدد امنها واستقرارها. وقالت «ان تلك الاعمال الارهابية ليست أعمالاً فردية، فتزامنها وتواترها بهذا الشكل يدل على أنها اعمال مرتبة ومنظمة لضرب أمن البحرين»، مشيرة الى ان تلك الاعمال الارهابية التي تسفك الدماء وتروع الآمنين تتنافى تماما مع مبادئ ديننا الاسلامي الذي يدعو الى الاعتدال والتسامح والحث على القيم الفاضلة». واشارت الفايز الى ان المطلوب حاليّاً «ان تكون هناك رؤية واضحة للتصدي للارهاب، ليس فقط على مستوى البحرين بل ايضا على المستوى الاقليمي والدولي، والعمل باسرع وقت ممكن للاتحاد الخليجي، مؤكدة ضرورة منع استغلال الدين لاغراض سياسية، مطالبة كل المواطنين بتحمل المسئولية وان يقفوا صفا واحدا امام تلك التهديدات». واوضحت امين عام جمعية الارادة والتغيير الوطنية أن كل المعطيات تشير الى زيادة التدخل الايراني في الشأن الخليجي عامة والبحريني خاصة بعد الاتفاق النووي الايراني مع دول الغرب، لافتة الى أن استهداف مدنيين في حادث كرانة الارهابي يمثل تطوراً خطيراً، ويؤكد ان نار الارهاب لا تستهدف رجال الامن فقط، بل ستطول الجميع ان لم نقف وقفة حاسمة امام هذا الارهاب الأسود. واشادت الفايز بدور الاجهزة الامنية في العمل على حفظ واستقرار امن البحرين، قائلة ان رجال الامن هم درع الوطن القوي وهم ضمان أمن واستقرار الوطن، واي ضرر يمسهم فهو يمثل تهديد وحدة واستقرار الأمن الوطني، مطالبة بضرورة أن يكون هناك تعاون دائم ومستمر بين المواطنين ورجال الامن. وفي السياق ذاته، أعرب رئيس مجموعة حقوقيون مستقلون سلمان ناصر عن إدانته الشديدة للتفجير الإرهابي الجبان وتقدم بأحر التعازي لوزير الداخلية في استشهاد الشرطي وجدي صالح محسن إثر التفجير الارهابي وأسرة الشهيد وجميع منتسبي وزارة الداخلية، داعيا الله عز وجل أن يمن بالصحة والشفاء العاجل على جميع المصابين إثر هذا العمل الاجرامي الذي تنصل من جميع القيم الإنساني وما جاء بالكتب السماوية. وقال الناصر ان ما تتعرض له البحرين اليوم لهو عمل إرهابي ممنهج يقوم به اشخاص تنصلوا من القيم الإنسانية والانتماء الوطني وباعوا الأمن والسلم الأهليين بانتماءات خارجية أثبتتها التحقيقات في عدة أعمال ارهابية من ضمنها تفجير سترة الذي راح ضحيته ثلاثة من رجال الأمن، كما اثبتت التحقيقات ضلوع إيران في تمويل وتوفير الدعم اللوجستي للجماعات الارهابية بغية تصدير أزماتها إلى البحرين والخليج العربي، وأكد أن ما يسعى له الارهابيون جراء أفعالهم المجرمة دوليا وإنسانيا، هو إشاعة الفوضى والاحتراب الداخلي وزعزعة الثقة لدى رجال الأمن. ولفت الحقوقي سلمان الناصر إلى أن هدف الإرهابيين لم يتحقق؛ لأن المجتمع البحريني لديه ثقة بالله ثم بالقيادة الرشيدة ورجال الأمن الذين قدموا الغالي والنفيس من أرواحهم الزكية في الذود عن الوطن والحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي، فلهم منا التحية والإجلال على تضحياتهم الجليلة. وأعرب الناصر عن دعم جميع الإجراءات المتخذة والتي ستتخذ من قبل وزارة الداخلية التي من شأنها تعزيز الأمن والسلم الأهليين، هذا بجانب الاجراءات الاحترازية التي تحول دون تحرك الارهابيين ومن يقوم بالتستر عليهم أو يبرر أفعالهم المشينة. وطالب وزارة الداخلية بسرعة القبض على المتورطين في هذا العمل الإرهابي الجبان وتقديمهم للعدالة لينالوا العقاب جراء ما سولت لهم أنفسهم، وبتطبيق القصاص على من انتهت مراحل التقاضي في قضاياهم وأصبحت الأحكام باتة ممن تورطوا في اعمال ارهابية راح ضحيتها رجال أمن ومواطنون.
مشاركة :