التغيير هو الحياة السليمة - نجوى هاشم

  • 8/30/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لن تبقى في حاجة إلى الدواء " الحزم لتغيير نمط الحياة "عنوان في جريدة الحياة .. تتوقف أمامه، وأنت ترى هذا التسابق وهذاالاندفاع التلقائي على الصيدليات وشراء الأدوية بكثافة والطوابير الممتدة والملفتة لدينا والتي لاتشاهدها في الدول الأخرى أمام الصيدليات، فمنتصف الليل مثلا ًلو اضطررت للذهاب إلى الصيدلية وبابها مغلق فستجد طوابير مصطفة أمام الشباك وسيارات نتظار بلا عدد لتطلب أدوية وبدون وصفات طبية.. المشكلة أنّ الأمر لم يعد مستغرباً أو يستحق الاهتمام لأنه يشكّل فعلا ًجماعياً وليس فردياً وإدمانا على تناول الأدوية وتكديسها في المنازل وخوف من عدم وجودها في لحظات احتياجها، وعدم قدرة على تغيير هذا المفهوم في استعمال الأدوية دون وصفات لكل الأمراض التي نشعر بها والتي نتوقع حصولها أو نخاف منها! ولكن ماذا يعني الحزم لتغيير نمط الحياة كما تشير الصحيفة؟ "تفيد البحوث المختلفة بأنّ أي مجهود تقوم به على صعيد تغيير نمط الحياة هو أمر يستحق العناء طالما أنه يصب في مصلحتك ويعزز صحتك، وما يجب أن تطبقه من توصيات صحية عامة هو المهم مثل: التغذية الجيدة والمتنوعة والمتوازية وممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على الوزن المثالي والنوم الجيد والكافي وعدم التدخين.. هذه التوصيات البسيطة تحقق لجسمك مايفوق كثيراً مما يقدمه لك أي دواء كونها تجلب لك الصحة حاضراً ومستقبلا ً! ومن أبرز الأمثلة المرتبطة بتغيير نمط الحياة وأثرهاالإيجابي على الصحة : المثال الأول: من يعاني من زيادة الوزن عليه أن يترك سيارته مركونة في مكانها ويستعمل سيارات النقل العام للوصول إلى مكان عمله.. حيث بينت نتائج دراسة بريطانية أنّ استخدام وسائل النقل العام يؤدي إلى تخفيف الوزن، ووجد أنّ هناك رابطاً بين استخدام وسائل النقل العام وانخفاض الوزن، وأنّ التحول من السيارة إلى المشي أو ركوب الدراجات أو وسائل النقل العام يرتبط بانخفاض في مؤشر كتلة الجسم .. وأوصى الباحثون بضرورة اتخاذ إجراءات تفرض على العاملين استخدام وسائل النقل العام للوصول إلى أماكن عملهم لأن ذلك قد يساهم في حل مشكلة السمنة وما ينتج عنها من مضاعفات..! أما الدراسة الكندية فوجدت أنّ من يستخدمون وسائل النقل العام لايتخلصون من الوزن الزائد فقط بل يتمتعون بلياقة بدنية أكثر من غيرهم بحوالي ثلاث مرات .. كما أنهم ليسوا في حاجة لارتياد الأندية الرياضية لأنهم يبذلون جهداً بدنياً! المثال الثاني :هل أنت مصاب بارتفاع ضغط الدم ؟ إذا كان الأمر كذلك فعليك أن تعلم أنه الشرارة التي تشعل فتيل الأمراض القلبية والدماغية والوعائية وأفضل مايمكن عمله على هذا الصعيد هو إحداث التغيير في نمط الحياة والتغذية لإنزال أرقام الضغط، وحسب دراسة أميركية جرت على ثلاث مجموعات تعاني من ضغط الدم الأولى تصرفت طبياً والثانية طبياً إضافة إلى برنامج تغذية خاص لضغط الدم،أما المجموعة الثالثة فتلقت توعية شاملة للأسباب المختلفة التي تؤثر في ضغط الدم إلا أنها لم تعمل طبقاً لها وبعد مرور ستة أشهر على الدراسة تحسنت حالة أكثر من نصف المشتركين الذين أدخلوا تغييرات في نظام حياتهم بالمقارنة بالأشخاص الذين تلقوا التوعية الشاملة فقط! المثال الثالث : للابتعاد عن التعرض لمرض الزهايمر لابد من تغيير نمط الحياة لمواجهة عوامل الخطر التي أشارت إليها دراسة في جامعة كاليفورنيا بأنّ أكثر من في المئة من حالات الإصابة بالمرض ناجمة عن سبعة عوامل خطرة يمكن تعديلها بتغيير نمط الحياة البسيط نسبياً وتضم هذه العوامل : انخفاض مستوى التعليم والتدخين والخمول البدني والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم والسمنة ومرض السكري ووجد أنه عند جمع هذه العوامل السبعة مع بعضها فإنها تقف وراء مليون حالة زهايمر حول العالم منها ثلاثة ملايين في الولايات المتحدة! المثال الرابع : إذا أصبت بانتكاسة مرضية فلا تستسلم فقد تبين أن تغيير نمط الحياة يمكن أن يحدث فارقاً يقود إلى التحسن فقد كشفت دراسة طالت أكثر من ألف أميركي بالغ لديهم سوابق إصابة بالجلطات الدماغية عن وجود ارتباط بين العادات الأكثر صحية التي يقوم بهاالمشاركون في الدراسة وانخفاض معدلات الوفاة ..! أخيراً ترتبط الصحة العامة بإحداث بعض التغيرات في نمط حياتك من أجل تبني عادة صحية جديدة أو للتخلي عن عادة قديمة سيئة ولايكفي ان تعقد العزم بل لابدمن الانتقال إلى مرحلة الحزم مهما كان الأمر بالغ الصعوبة فقد تواجه بعض النكسات لكنك في النهاية ستكسب لأنّ تغيير نمط الحياة لصحة أفضل هو أفضل دواء! ومع ذلك وفيما يختص بنا هل نستطيع أن نتخلى عن الأدوية رغم الإدمان عليها، وهل يمكن أن يبدأ الإنسان بالتغيير في حياته متأخراً ويقودها إلى المسار الصحيح مستفيداً من أخطائه ؟

مشاركة :