قبل انطلاق المحادثات الاستكشافية في جولتها الجديدة بينهما يوم الاثنين المقبل في إسطنبول، يبدو أن التوتر قد يشتعل مجددا بين اليونان وتركيا على خلفية الحدود البحرية، لاسيما بعد أن أطلق البرلمان اليوناني قبل يومين مناقشات توسيع المياه الإقليمية في البحر المتوسط .فقد اعتبر رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية اليوم الخميس، أن هناك شعورا عاما بأن تركيا تتصرف بطريقة لن تفضي لتعزيز السلام في منطقة شرق المتوسط.كما أضاف: "إذا لم نتمكن من حل ترسيم حدودنا البحرية بالطرق الدبلوماسية يمكننا رفعها للمحكمة الدولية".وشدد على أن الخلافات مع تركيا تؤثر على علاقتها بأوروبا، قائلاً: "لهذا اتخذت أوروبا قرارا بفرض إجراءات إضافية فيما يتعلق بالتنقيب غير القانوني في شرق المتوسط".يأتي هذا بينما يتوقع أن يلتقي وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الخميس خلال زيارته لبروكسل، كبار مسؤولي الاتحاد، بالإضافة إلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الذي بذل جهوداً لتخفيف حدة التوتر بين الجارتين العضوين في الحلف.وكان وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس أكد سابقا أن بلاده تخطط لتوسيع مياهها الإقليمية شرق جزيرة كريت في البحر المتوسط.كما شدد أمام أعضاء البرلمان اليوناني، على عدم وجود اختلاف في الآراء المطروحة من رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية حول توسيع المياه الإقليمية والقضايا التي سيتم بحثها خلال المحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان، التي ستستأنف في إسطنبول الاثنين بعقد جولتها الـ61.وكانت العلاقات بين البلدين شهدت تصاعدا حادا في التوتر خلال الأشهر الماضية، على خلفية التنقيب عن الغاز شرق المتوسط، إلا أن الهدوء النسبي عاد مؤخرا بعد وساطة الناتو والاتحاد الأوروبي بجهود ألمانية، والاتفاق على استئناف المفاوضات بين الطرفين.يذكر أن أنقرة وأثينا أجرتا 60 جولة من المحادثات بين عامي 2002 و2016، لكن خطط استئنافها العام الماضي تعثرت بسبب سفينة المسح التي أرسلتها تركيا إلى المياه المتنازع عليها، فضلا عن وجود خلافات حول المواضيع التي يجب تناولها.ولا تزال تلك النقطة الأخيرة دون حل، ففي حين تود اليونان مناقشة ترسيم حدود المناطق البحرية في بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط فحسب، تؤكد تركيا أنه يجب مناقشة جميع القضايا، بما في ذلك المجال الجوي ووضع بعض جزر بحر إيجه.
مشاركة :