حكاية حلم.. السحر المباح

  • 1/24/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن يدري وهو يحزم حقائبه، عاقداً العزم على الهجرة من إيطاليا إلى أمريكا اللاتينية، ويختار الأرجنتين وطناً جديداً له عام 1883، بحثاً عن فرصة جديدة للحياة، أن اسمه سيخلد في سجل التاريخ، وأن اسم العائلة التي حملها مع آماله المتوهجة، سيكون من أبرز أسماء عصره في ملاعب كرة القدم.. الرجل لم يحلم قط سوى بحياة كريمة له ولأسرته التي حطت رحالها في جنوب مدينة «روساريو» بمقاطعة «سانتا في»، فإذا بالأيام تسفر عن حفيد يمنحه المجد، ويمثل المادة الخام للإبداع في عالم المستديرة.. طفل ضعيف البنية، يعاني نقص هرمونات النمو.. توقع كل من حوله أنه لن يكون سوى «غُليّم» ضئيل الجسم، لا قوة له، غير أنه لم يستسلم لما هو عليه، وتمرد على حالته وهو ابن الخامسة، فتعامل مع الكرة على أنها سلواه الوحيدة، يداعبها بيسراه، ‏فتطاوعه في انصياع، كأنها تبوح له بما هو منتظر.. أمام موهبته المبكّرة، بحثت أسرته عن علاج لحالته النادرة، وكان الثمن باهظاً، حيث وصلت تكلفة الحقنة الواحدة من هرمون النمو إلى 1500 دولار أمريكي، وعلى مدار ثلاث سنوات، ظل الأبوان يحقنانه بها، قبل أن يتعلم وهو في الثامنة، حقن نفسه بذاك الهرمون. في نادي جراندولي المحلي الذي كان يدربه والده خورخي، بدأت قصة سحره المباح، وعشق الكرة المتاح، مع فتى يغوص في قميص ناديه، فلا يبدو منه سوى رأسه الصغير.. مهاراته الاستثنائية، دفعت نادي «نيولز أولد بويز» في مدينة روساريو، إلى ضمه، فانبهر بأدائه الجميع.. كان يغازل كل اللاعبين، ويصل إلى المرمى في سهولة ويسر، فسعى مسؤولو نادي ريفربلات إلى ضمه لفرق الناشئين، لكنهم تراجعوا بسبب عدم قدرتهم على توفير تكاليف علاجه الشهري. في تلك الفترة، كانت هناك «عين» أخرى تراقبه، بعد أن سمعوا عن موهبته الفذة من أحد أقاربه المقيمين في إقليم كاتالونيا الإسباني.. فارسلوا كارلوس ريكساش، المدير الرياضي لنادي برشلونة لمشاهدته، فأيقن أنه أمام حالة خاصة، وضمه فوراً، واعداً والديه التكفل بمصاريف العلاج، لتعود العائلة إلى جذور الجد القديمة في أوروبا، لكن ليس في إيطاليا، وإنما بإسبانيا، وينطلق الفتى مع ‏فريق الشباب في برشلونة، ثم الفريق الأول، ليصبح هو من هو، اسم لم يعش حلمه فقط، بل كان هو حلم الكرة، أحبها فعشقته، منحته كل الأرقام والألقاب، وبات من أبجديات متعتها.. مع برشلونة حقق مجده غير المسبوق، وعلاقته بالمستديرة، عاشق ومعشوق. إنه ليونيل أندريس ميسي كوتشيتيني.‏ تابعوا البيان الرياضي عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :