الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "أيا شعب مصر" للشاعر السعودي عبدالرحمن العشماوي.تهبُّ الرِّياحُ ولا مَهْرَبُفأرضُ الكِنَانَةِ لا تَلْعبُومِصرُ الكِنانَةِ تاريخُهاينابيعُ تُعطي ولا تنْضُبُوشعبُ الكِنانَةِ لا ينْزويولا يَتَوارَى ولا يهرُبُصبورٌ على ضيقِ أيَّامِهِيُداري ويرْضَى ولا يشْغُبُولكنَّهُ حينَما يصْطليبِنَارِ الإهانَةِ لا يرْهَبُومَا شَعْبُ مِصرَ سوى قصَّةٍبأقلامِ أمْجادِنا تُكْتَبُكذلكَ أُمَّتُنا، قلبُهاسليمٌ ومعْدِنُها طيِّبُوفيها شعوبٌ بإسلامِهاتعزُّ ومنْ نبْعِهِ تشْربُشُعُوبٌ تمدُّ لحكَّامِهايَدَ الحبِّ إلاَّ إذاخرَّبواتوطِّيء أكْنَافَها حينَماتُصانُ الحقوقُ ولا تُسْلَبُتُسَلِّمُ حكَّامَها أمرَهَاإذا لمْ يخُونوا ولمْ ينْهبواشعُوبٌ كرامَتُها دُرَّةٌفلا تُسْتباحُ ولا تُثْقبُشعوبٌ مشَاعِرُها عذْبةٌومَنْهَلُ إيمَانِها أعْذَبُتُحِبُّ الهدوءَ وتَرْضى بهِويُعْجِبُها روضُهُ المُعْشِبُولكِنَّها حينما تُزْدرَىوعن حقِّها في الورَى تُحْجَبُتصيرُ الشُّعوبُ هُنَا جَمْرةًمؤَجَّجَةً، نارُها تَلْهُبُأَيا شعبَ مِصرَ ويا نِيلَهاويا دوْحةً روضُها مُخْصِبُيُحَييكمُ المجْدُ مُستبشِرًابشمسٍ منَ العدْلِ لا تَغْرُبُهوَ الحقُّ فجرٌ لأنْوَارِهِبلاَبِلُ أُمَّتِنا تطْرَبُإذا انْتَشرَ العدْلُ في اُمَّةٍسَمَا قدْرُها ونَجَا المَرْكَبُ.
مشاركة :