الأموال خارج سوق المال تنتظر دلالات أكبر على زوال وقت المجازفة في شراء الأسهم، وكذلك الاقتناع بغياب السكاكين المتساقطة التي تتكاثر في أوقات الهبوط الحادة، ومثل تلك الدلالات سترسلها تحركات أسعار النفط ومؤشرات أسواق المال العالمية في الأيام المقبلة. وأكثر مايقلق الأسواق المالية في الوقت الحالي هو توجه الاحتياطي الفيدرالي لرفع معدل الفائدة، لاسيما أن التباين في توقعات رفعها من عدمه، وبين سبتمبر الحالي أو ديسمبر من العام الجاري قائم على أشده الآن. وما ظهر من انخفاض للمؤشر العام لأسعار سوق الأسهم السعودية في تعاملات الأمس، وكذلك التراجع في إجمالي القيمة المتداولة يعكس حالة التحفظ والحذر من قبل قِوَى السوق من أي تقلبات عالمية مقبلة، وقد تأتي بالتأكيد بأثارها السلبية على السوق المحلية وأسواق الخليج العربي، خاصة بعد القناعة بأن الترابط في الفترة الهبوطية الحالية الحادة تَشَكَلت كأحجار الدومينو كل واحده تطيح بالأخرى. السياسات المالية المقبلة للاحتياطي الفيدرالي هي التحدي القادم للأسواق العالمية، لاسيما أن الكثير من المستثمرين مقتنعون بأن سياسات خفض الفائدة لعشر سنوات ماضية كانت مفيدة، ودفعت بتكاثر الأموال ولجوئها إلى الاستثمار في الأسهم، وكانت عاملاً مهماً ضمن عوامل أخرى دفعت بالصعود السريع للأسعار والمؤشرات الرئيسية.
مشاركة :