شكلت البيانات الصادرة حديثاً بشأن معدل التضخم في الولايات المتحدة يناير الماضي والتي أشارت إلى استمرار ارتفاعه على نحو متسارع، المحرك الرئيس للأسواق الأمريكية التي أنهت الجمعة أسوأ أسبوع في 2023، وبالتبعية العالمية، الأسبوع الماضي. وبحسب تقرير نشرته شبكة سي إن بي سي الأمريكية، ألقت البيانات بظلالها على أداء الأسواق واتجاهاتها على مدار الأسبوع، وخاصةً بعد أن أدت إلى تعزيز الهاجس لدى المستثمرين في شأن اتجاه مجلس البنك المركزي الأمريكي «الاحتياطي الفيدرالي» إلى مواصلة سياسة التشديد النقدي، التي تتمثل دوماً في رفع أسعار الفائدة، في اجتماعاته الدورية المُقبلة، وذلك بُغية كبح جماح التضخم. وكانت البيانات التي أعلنها «الاحتياطي الفيدرالي» في شأن المؤشرات الرئيسة لأداء الاقتصاد الأمريكي في يناير الماضي، قد أشارت إلى ارتفاع التضخم في الشهر بنحو 0.6%، و4.7% منذ يناير 2022، ما يعني أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين على «الاحتياطي الفيدرالي» أن يفعله كي يخفض الأسعار في الأسواق الأمريكية. وبعد الإعلان عن البيانات، بات الهاجس السائد لدى المستثمرين وكذلك المراقبين في حالة شبه إجماع أن «الاحتياطي الفيدرالي» سيرفع سعر الفائدة في يوليو المقبل إلى ذروته، ليبلغ 5.35% وسيستمر متجاوزاً حاجز 5% طوال الفترة المتبقية من 2023. ارتفاع الدولار وتمخض تعزيز الهاجس بدوره عن ارتفاع الدولار في مواجهة غالبية العملات الرئيسة على مستوى العالم، وكذلك ارتفعت قيمة العائدات على سندات الخزانة الأمريكية، فيما تراجعت أسعار الذهب وانخفضت مؤشرات البورصة. وشهدت الجمعة الماضية ارتفاع الدولار في مواجهة الين الياباني إلى 136.41 يناً، وهو أعلى مستوياته منذ شهرين، وفي مواجهة الفرنك السويسري، إلى أعلى مستوياته منذ 7 أسابيع. وهبط اليورو في مواجهة الورقة الخضراء بنسبة 0.45 % إلى 1.0547 دولار، وفيما يخص مؤشر الدولار، فقد ارتفع 0.6% إلى 105.23. عائدات السندات كما ارتفعت عائدات سندات الخزانة، وسجلت عائدات السندات القياسية خامس ارتفاع أسبوعي لها على التوالي. وعلى النقيض من الدولار وعائدات السندات، تراجعت أسعار الذهب في الأسبوع الماضي، وإن كان التراجع هامشياً إلى حدٍ بعيد. وسجلت أسعار الذهب للتعاملات الفورية انخفاضاً 0.62% لتنهي الأسبوع عند سعر 1.811.30 دولار للأونصة، فيما تراجعت أسعار الذهب للعقود الآجلة 0.48%، وأغلقت الأسبوع على سعر 1.818.10 دولار للأونصة. وفي ما يخص الذهب الأسود، فقد مالت أسعاره إلى الاستقرار في تداولات الأسبوع الماضي، إذ كانت خاضعة لتأثيرين متناقضين أحدهما ناتج عن توقعات بانخفاض في حجم الصادرات النفطية الروسية، فيما نجم الآخر عن ارتفاع حجم مخزون النفط الأمريكي، إلى جانب التأثير الثالث المستمر منذ فترة طويلة، والناجم عن المخاوف في شأن آفاق الاقتصاد العالمي. عقود برنت وأنهى خام «برنت» تداولات الأسبوع لعقوده الآجلة عند 83.16 دولاراً للبرميل بارتفاع 95 سنتاً أو 1.2%، فيما أنهت العقود الآجلة لخام «غربي تكساس الوسيط» تداولات الأسبوع الماضي بارتفاع 93 سنتاً، أو 1.2%، وبلغت 76.32 دولاراً. وأنهت الأسهم الأمريكية تداولات الأسبوع الماضي بانخفاضات حادة، لتنهي معها أسوأ أسبوع لها حتى الآن في عام 2023 فقد تراجع متوسط مؤشر «إس أند بي 500» لأكبر 500 شركة أمريكية مُدرجة من ناحية القيمة السوقية بنحو 2.7% في الأسبوع الماضي، مسجلاً أسوأ أسبوع له منذ تاريخ 9 ديسمبر الماضي، فيما تراجع متوسط مؤشر «داو جونز» لأسهم أكبر 30 شركة صناعية أمريكية مُدرجة في بورصة نيويورك في الأسبوع الماضي بنسبة 3%، في رابع خسائره الأسبوعية على التوالي بينما تراجع متوسط مؤشر «ناسداك» لأسهم الشركات التقنية في الأسبوع 3.3% وتكبد ثاني خسارة أسبوعية في 3 أسابيع. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App