التهاب أسعار موديلات 2021 من السيارات المصحوبة بعبارة (الجديدة كُلياً) شكلاً ومضموناً وسعراً أيضاً، جعل من عملية شراء السيارة (مشروعاً) من مشاريع العمر التي قد لا يجيد الجميع التخطيط لها بالشكل المطلوب، صحيح أنَّ الأسعار ترتفع مع كل موديل جديد، ولكنَّها في بعض السنين تقفز قفزاً كما يحدث مع الموديلات الحديثة -رغم صرخات الركود الذي تعاني منه الشركات والتجار- برأيي أنَّ هناك علاقة طردية بين ارتفاع أسعار الموديلات الجديدة، وتسهيلات التقسيط والتأجير المنتهي بالتملّك لها في البدايات - خصوصاً لشركات التأجير- حتى تنتشر الموديلات الجديدة في الشوارع وتألفها العين، ليتقبّل الناس الشراء بالأسعار الجديدة، وهذه من حيل التسويق النفسية. فخامة السيارة والميزانية الشخصية علاقة لن يخبرك بأسرارها إلا من يمتلك سيارة فارهة، شريطة أن يحدثك -بصراحة وشفافية- أصحاب هذه السيارات كيف دفعوا فيها كل ما يملكون أو تحمّلوا بسببها أقساطاً مُرهقة، سيكشفون لك جانباً خفياً في حياتهم وحكاياهم، وكيف أنَّهم وقعوا في مأزق لا يستطيعون الخلاص منه بسهولة؟ فالسيارة تمنحهم قيمة في عيون الآخرين للوهلة الأولى أكثر ممَّا يحتاجه البعض، وقد تلزمهم بقية الوقت بطباع ومسؤوليات اجتماعية ومادية لا يجيدون العزف على أنغامها، فهي تلتهم معظم دخلهم أول الشهر وآخره وأوسطه، باختصار لا حاجة للإنسان الطبيعي باحترام زائف يحصل عليه بسبب نوع وفخامة مركبته، العاجزون والفارغون والناقصون هم من يلجؤون لسياراتهم لتحدِّد علاقتهم بالغير، أو تُعرِّف بهم. لا يمكنك شراء السيارة التي تناسبك حقاً، إذا لم تُحدِّد احتياجك الحقيقي منها؟ وكيف يمكنك دفع قيمتها أو سداد أقساطها، بل إنَّ قرار الشراء باتت تتحكم فيه حتى الكلفة التشغيلية للسيارة وصيانتها لاحقاً، لنتفق أنَّ المسألة لم تعد مركبة جيدة ونظيفة تنقلك من مكان لآخر فحسب، هناك عوامل نفسية ومجتمعية تستحق مراعاتها والانتباه لها، لكن الحذر أن تكون فخامة السيارة أهم من المسكن والملبس واحتياجات الأسرة والقدرات المادية، فهي لن تُحدِّد قيمة ومكانة الشخص طوال الوقت، حتى لو منحته طلَّة أولية زائفة.
مشاركة :