يا له من شعار يجسِّد التآخي، ويستشرف حقبة جديدة، تنبذ وتدشن الصداقة بـ «أعذب صورها». هذا ما تفتقت به قريحة «الشاعر»!، أقصد وزير خارجية إيران «ظريف» في رسالته التي سطَّرها في مقالة بالتزامن في صحيفتَي «السفير» اللبنانية، و«الشروق» المصرية. وإمعاناً منه في إضفاء المصداقية، أكد أن إيران تتمسك بالقول العربي «الجار ثم الدار»، كما جاء في ثنايا مقاله الباعث على التفاؤل: «علينا جميعاً أن نقبل حقيقة انقضاء عهد الألاعيب التي لا طائل تحتها، وأننا جميعاً إما رابحون معاً، أو خاسرون معاً، فالأمن المستدام لا يتحقق بضرب أمن الآخرين». لاشك أن حروفه من ذهبٍ، وللأمانة الأدبية يجب الاعتراف بأنها حكم، وإن شئت هي نوادر سوف تترصَّع في صفحات التاريخ، «لكن مهلاً»، مع الأسف يبدو أنها مسرحية هزلية سرعان ما أُسدل الستار، وانفض الجميع ما بين ممتعض ومتندر ومتهكم، إذ لم يمضِ سوى أيام معدودة حتى كشفت الكويت حقيقة الجار: خلية إرهابية لـ «حزب إيران» اللبناني!. هذا دون الحديث عن العراق الجار العربي الأقرب، الذي لم ينله من جارته إيران إلا «الجور»، والتغوُّل بأبشع صوره. السؤال هنا: ماذا نسمِّي هذه الألاعيب، والأكاذيب، هل هي ضربٌ من الاستغفال والتذاكي، أم ما يسمَّى بالمراهقة السياسية؟! لا أعتقد، فالجميع بمَنْ فيهم رجل الشارع، استشعروا يقيناً أكاذيب ساسة إيران، وعدمية خطابها، وتخبطها «البهيمي»، والسؤال المحيِّر، وربما يظل محيِّراً: هل ثمة بصيص أمل في استفاقة شعب إيران، وإدراكهم خطورة ومآلات ما يقترفه ملالي وسدنة إيران من مهازل سياسية باتت العلامة الفارقة في جبينها بوصفهم المتضرر الأول طوال عقود مضت، فهل يمضي هذا الشعب في سباته وغفلته عقوداً أخرى أم؟!
مشاركة :