رغم الصعوبات المالية، قام مجموعة من مالكي السيارة الكلاسيكية الشهيرة "فولكس فاجن بيتلز" في الضفة الغربية بتأسيس تجمع خاص بهم للمساعدة في الحفاظ على إرث السيارة القديمة وإبقائها على قيد الحياة. وبحسب رمزي أكرم أحد مؤسسي التجمع ويقيم في مدينة نابلس، إن الهدف من التجمع هو جمع عشاق السيارات القديمة، وخاصة سيارة فولكس فاجن الشهيرة والمعروفة محليا في فلسطين باسم "حبوشيت". ويقول أكرم في الثلاثينيات من عمره لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن التجمع يهدف كذلك إلى زيادة الوعي بأهمية امتلاك مثل هذه القطع الفنية التي لا تقدر بثمن والحفاظ عليها. ويوضح أن الفريق الذي أطلق عليه "ف ريق الحبوشيت"، يضم أكثر من أربعين سيارة قديمة من مختلف مدن الضفة الغربية، مضيفًا أن أعضاء الفريق ينظمون فعاليات وأنشطة مختلفة، معظمها رحلات إلى المناطق الجبلية والسهلية على حد سواء. ويشير أكرم بسعادة إلى أن النظر لهذا العدد من السيارات التي صنعت في القرن الماضي "يجعلك تشعر أنك تعيش في أيام الزمن الجميل". وينبه إلى أن "الفريق يقوم بأنشطة ترفيهية متنوعة لأصحاب السيارات القديمة، ويشارك أحيانًا في المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والأعياد الوطنية، كما أن أعضاء الفريق يساعدون بعضهم البعض بخبراتهم، بالإضافة إلى الحصول على قطع الغيار. في عام 2019، توقفت شركة فولكس فاجن الألمانية لصناعة السيارات عن إنتاج السيارة الشهيرة ذات المحرك الخلفي "بيتلز" والتي تعمل بالتبريد بالهواء بعد 80 عامًا من إطلاقها لأول مرة. وتعد السيارة من الأكثر شهرة في تاريخ السيارات الكلاسيكية، كما أنها رابع أكثر السيارات مبيعًا على الإطلاق. ويقول أيمن الرويس أحد مؤسسي الفريق ويمتلك كذلك سيارة فولكس فاجن بيتلز الكلاسيكية الفريدة، إن سيارته كانت أول سيارة بيتلز تحصل على تراخيص رسمية في الأراضي الفلسطينية عام 1964، مضيفًا أن التجمع يعتبر جسر بين الماضي والحاضر. ويوضح الرويس الذي يملك متجرا في تصريحات لـ ((شينخوا))، أنه يحب السيارات القديمة على الرغم من أن امتلاكها مكلف ماليا بسبب تكلفة الصيانة المرتفعة وقطع الغيار النادرة باهظة الثمن. ويشير إلى أنه اشترى السيارة التي صنعت عام 1964 من إحدى قريباته قبل خمس سنوات، وامتلاكها كان بمثابة حلم بالنسبة له. ويضيف أن "اقتناء هكذا سيارة يجعلك تتمسك بها وكأن هناك ارتباط بالدم معها، لدرجة أن ابني الذي لم يتجاوز ثلاث سنوات مغرم بها ولديه ثلاث سيارات ألعاب من ذات النوع". ويحرص رويس على إجراء تعديلات دورية على سيارته من حيث إعادة ترميم بعض القطع التالفة بسبب قدمها وتجديدها أو عمل صيانة لها. ويضيف أن "من يقتني مثل هذه السيارة لا يستهويه أي نوع أخر رغم أن ظروف الحياة تتطلب اقتناء سيارة حديثة، ولكن حتى بعد شراء سيارة أخرى سوف تبقى القديمة موجودة ولن أبيعها". وبحسب رويس فأنه تلقى عدة عروض بمبالغ مالية كبيرة مقابل بيع سيارته لكنه رفض، بينما يخطط في الصيف المقبل لعمل صيانة كاملة لها. أما محمد سلامة (50 عاما) من جنين فيقول إنه يمتلك أربع سيارات من نفس النوع لتعلقه بها منذ أيام دراسته الجامعية. ويشير سلامة إلى أنه لا يستطيع أن يتخلى عن هوايته باقتناء هذا النوع من السيارات لما تحلمه من تاريخ وذكريات، ويستخدمها بين وقت وأخر وليست للاستخدام اليومي الاعتيادي. ويضيف "هذا النوع هو أول ما اقتنيته من سيارات منذ دراستي الجامعية، وهي تعني لي الكثير لما تحمله من بساطة فكل شيء فيها كلاسيكي وتشعر بأن هناك راحة فيها". ولدى سلامة هواية امتلاك السيارات القديمة ذات الشكل الكلاسيكي حتى أنه يتمسك بسيارة والده التي سجلت عام 1946 لكنها من نوع أخر، وهي مازالت تعمل ولكنها بحاجة لبعض القطع المفقودة الآن ما يمنعه من السير فيها. ويضطر سلامة لجلب قطع لمركباته الأربع من نوع الحبوشيت من ألمانيا الأمر الذي يكبده مبالغ مرتفعة، ورغم ذلك يشعر بسعادة غامرة أثناء قيادتها إرضاءً لهوايته.
مشاركة :