ولحومهم مسمومة أيضا

  • 9/2/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقق وزارة الشؤون الإسلامية مع أحد خطباء الجمعة في أحد جوامع محافظة صبيا، بعد أن ضمن خطبته يوم الجمعة الماضي رأيه الشخصي في زيارة طالبات (ثانوية الظبية) لإمارة جازان والتقائهن بوكيل الإمارة، فوصفها بأنها «محاولة لكسر الحواجز التي تصون الفضيلة في المجتمع، واتهم الذين وقفوا وراءها وخططوا لها ببيع أنفسهم لأجندات دخيلة تعمل على هدم الفضيلة في آخر معاقلها». ما اتخذته وزارة الشؤون الإسلامية من إجراء لمقابلة تجاوزات ذلك الخطيب، هو نموذج جيد لما ينبغي أن يتخذ دائما عند أي ظهور لمثل تلك التجاوزات مهما كانت بسيطة، فمعظم النار من مستصغر الشرر، وما يساق في خطب الجمعة والمواعظ الدينية من أقوال مبنية على آراء شخصية، ومعلومات خاصة ناقصة، يعد تعديا على حرمات الغير، فضلا عن كونه يولد الريبة في صدور الناس تجاه بعضهم بعضا، والشك في سلامة دينهم وقيمهم وأخلاقهم، فيكون ذلك ممهدا للتنافر بينهم وإثارة البلبلة في أوساطهم، وهو ما لا ينبغي أن يكون عليه المجتمع المسلم. وهذه الخطوة الحازمة التي اتخذتها الوزارة، تدل على تيقظها ووعيها بخطورة التهاون فيما يظهر من حين لآخر من تجاوزات بعض الخطباء أو الدعاة في حق الآخرين والتجرؤ على التهجم عليهم والتحريض ضدهم بحجة الدفاع عن الفضيلة أو القيم الدينية، فخطبة الجمعة أو خطب الوعظ الديني، ليست مجالا للتعبير عن الرأي الشخصي، وتوزيع الاتهامات على الآخرين ولمزهم والتحريض ضدهم. ومن نافلة القول، إن ما يشجع بعض الخطباء والوعاظ والدعاة على التجاوز وإطلاق العنان لأهوائهم الشخصية أثناء الخطبة أو عند وعظ الناس، كونهم لا يجدون من يحاسبهم على ما تتلفظ به ألسنتهم في بعض الأحيان من قول يجافي الحق، فيأخذون في سلق الناس بألسنة حداد، فيغتابون إخوانهم المسلمين ويشهرون بهم ويسيئون إليهم، لا تعتريهم لحظة تردد في أنهم قد يكونون مخطئين وظالمين لغيرهم، فيندفعون في الغيبة والإساءة بثقة واطمئنان كأنهم قد أخذوا موثقا من الله أن فعلهم ذلك من الحلال الطيب! وما ينتظر الآن هو أن لا يتوقف الأمر على الاستجواب وحده، وأن يصحب التحقيق إجراء تأديبي يضمن ألا تعود (حليمة إلى عادتها القديمة) في الغيبة والطعن في ذمم الآخرين.

مشاركة :