واقع الأمر أن الصعيد قد حرم لسنوات عديدة من الخدمات ولست أدرى إن كان ذلك متعمدا أولا لدرجة أنه أصبح فى تلك الفترة العصيبة مكانا للنفى والتنكيل ببعض القيادات المغضوب عليها. ومن وجهة نظرى المتواضعة أن سبب تأخر الصعيد عن ركب التنمية يعود لسببين أولهما غياب الرؤية والعدالة الاجتماعية لدى الحكومات السابقة بشأن توزيع الثروة على محافظات مصر كلها وفى القلب منها محافظات الصعيد بالاضافة لأشياء أخرى مرتبطة بالفساد الإدارى وخلافه والسبب الٱخر افتقاد نواب الصعيد وأبنائه الذين يتقلدون مناصب رفيعة بالدولة إلى روح الانتماء لهذا الإقليم العريق فمثلا مركز إسنا استمر على وضعه التعيس والمتخلف عن التنمية والخدمات لأكثر من 50سنة لم نرى نائبا واحدا خلال تلك الفترة يتحدث عنه فى البرلمان ولو بتقديم طلب إحاطة .. إذن ضاع الصعيد بين إهمال الحكومات السابقة له وبين إهمال أبنائه كماذكرت واليوم وفى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يملك رؤية شاملة لتنمية مصر كلها يتجدد أمل الصعايدة خاصة بعد المبادرة العظيمة التى أطلقها لتنمية 50مركزا ضمن مبادرة حياة كريمة منها 26مركزا بالصعيد كمرحلة أولى تستهدف 1500قرية بتوابعها ..هذا الأمر يعتبره الإخوة الصعايدة نصرا وفتحا مبينا بعد سنوات القحط والحرمان الشديد ويبقى بعد ذلك سرعة التنفيذ و المتابعة والمراقبة الدقيقة لكل جنيه يتم إنفاقه فى هذا الإطار وأيضا تحقيق مبدأ العدالة فى إنجاز المشروعات الخدمية التى تهم المواطن البسيط مثل الصرف الصحى والمياه والغاز ورصف الطرق والتوسع فى الأماكن التى تقدم خدمات عاجلة للمواطنين مثل مكاتب البريد والسجل المدنى والتموين والكهرباء والنموين وإنشاء المزلقانات لمنع الحوادث وخلافه وزيادة ماكينات الصرف سواء التابعة للبنوك او البريد تسهيلا على المواطنين وإنشاء وحدات سكنية بالظهير الصحراوى لكل قرية واستغلال مساحات الأرض الفارغة الموجودة بهذه المراكز وأضرب مثالا لذلك الاراضى الشاسعة التابعة لرى إسنا التى توجد على مدخل المدينة بدون الاستفادة منها بشكل صحيح .. وأقترح أن تقام عليها وحدات سكنية ومجمعات مدارس أو يتم استثمارها بشكل يعود بالخير على هذا المركز الفقير جدا فى الخدمات .وبرغم هذه الخطوات الشجاعة التى اتخذتها الدولة مؤخرا للاهتمام بالصعيد إلا أن الاقليم لايزال يفتقد للمشروعات الكبرى للقضاء على ٱفة البطالة التى تسيطر على معظم الشباب هناك ..لأنه من الملاحظ الٱن أن هذه المشروعات متمحورة اليوم إما فى محافظات شرق القناة بما فيها سيناء أو القاهرة ومناطق محدودة فى الدلتا والعلمين ..لذلك يلجأ شباب الصعيد للسفر مئات الكيلو مترات للحصول على فرصة عمل إمابالعاصمة الإدارية الجديدة أو الجلالة والعلمين ومشروعات أخرى فى هذه المناطق ..والسؤال الذى يطرح نفسه الٱن لماذا لا تنفذ الحكومة مشروعات استثمارية كبرى بالشكل المطلوب فى إقليم الصعيد لهؤلاء الشباب بدل من العمل بالمناطق البعيدة عن محل إقامتهم او حتى القاهرة التى أصبحت اليوم كاملة العدد ولايوجد فيها خرم إبرة فمثلا محور البحر الأحمر قنا الأقصر أسوان نرصد ماهى المشروعات القومية والمصانع المناسبة له ونبدأ فى تنفيذها حتى نقضى على البطالة فى الصعيد وأيضانعزز الأمن القومى فى هذا الإقليم حتى لا يستغل الأشرار من الإخوان وغيرهم عوز الشباب وحاجتهم ويستخدمونهم كقنابل موقوتة تنفجر يوما ما فى وجه مصر التى نريد لها الخير والرفعة والتقدم .وأخيرا أقترح أن يتم اختيار القيادات التنفيذية خاصة المحلية والشرطية من بين أبناء الصعيد لأن أهل مكة أدرى بشعابها وطبيعة ونفسية أهلها .. لابد أن تتغير المنظومة القديمة فى الاختيار فلايليق أن يتم تعيين رئيس لمجلس مدينة إسنا الأقصرية من محافظة ساحلية مع احترامى للرجل برغم وجود كفاءات بالأقصر وإسنا أمثال عزيزة ٱدم رئيسة وحدة الشغب التابعة لمركز إسنا وغيرها من القيادات الأكفاء ..إن حديث الرئيس السيسى الأخير عن إنشاء قطار فائق السرعة ينطلق من القاهرة لأسوان ويقطع المسافة 850كم فى 4ساعات أثلج صدور الصعايدة الذين ينتظرون تنفيذه بفارغ الصبر بدل رحلة العذاب الطويلة من أسوان للقاهرة والتى تستمر لأكثر من 13ساعة وأحيانا ناس بتموت من طول مدة الرحلة .وأقترح تزويد سرعة هذه القطارات وضرورة توفر وحدة طوارئ صحية تضم مجموعة من الأطباء بطاقم تمريض مناسب لرعاية المسافرين صحيا ..شكرا سيادة الرئيس وننتظر المزيد لتنمية الصعيد فى السنوات المقبلة ..تحيا مصر
مشاركة :