واقع الأمر أن مرفق السكة الحديد لايزال بعافية "شوية" لأنه أهمل لسنوات طويلة لم يشهد خلالها تحديثا إلا بالقدر البسيط والقليل جدا وعلى استحياء ناهيك عن الفساد الذى عشعش بداخله كل هذه السنين بداية من صراف التذاكر بالمحطة حتى القيادات العليا، الأمر الذى تسبب فى الكثير من الحوادث والكوارث التى راح ضحيتها مئات المصريين الأبرياء دون أن يحرك ذلك ضمائر هؤلاء المسئولين الكبار واقتصر الأمر على إقالة وزير النقل أو تحميل سائق القطار المسئولية وبالتالى إلقاؤه فى السجن دون معالجة حقيقية لأسباب الخلل سواء فى غياب الصيانة أو استمرار الجرارات القديمة المتهالكة أو تحديث نظام الإشارات كما هو موجود فى معظم دول العالم .. من الإنصاف أن نعترف بأن حوادث القطارات لم تكن مقصورة على الوجه القبلى فقط ولكن الوجه البحرى لم يسلم منها أيضا لأن العيوب واحدة..وأخيرا أدركت القيادة السياسية الواعية خطر استمرار هذا مرفق السكة الحديد بهذا الوضع السيئ والخطير فبدأت فى مراحل تطويره بشراء عشرات الجرارات والعربات الجديدة وصيانة القديم منها وتحديثه بالإضافة إلى تحديث نظام الإشارات القديم وأظن أن هذا التحديث وصل الٱن للمنيا فى محاولة لإدخال شبكة السكة الحديد والقطارات ضمن هذه المنظومة المتقدمة كما هو الحال بمترو الأنفاق ..وشهادة لله أننى بحكم انتمائى للصعيد " الجوانى" أعترف أن عجلة التطوير فعلا بدأت بدليل أن مواعيد القطارات المتجهة للصعيد قد انضبطت بشكل ملحوظ ومستوى النظافة أصبح مرضيا الى حد ما وإن كانت هناك بعض الملاحظات التى رصدتها فى زيارتى الأخيرة لقريتى بالجنوب أن جميع القطارات تفتقد إلى عدم وجود خدمة صحية برغم طول المسافة من القاهرة لأسوان لدرجة أن هناك مواطنين يموتون بداخل القطار دون أن يجدوا طبيبا يسعفهم .. يقينى أن حادث قطار طهطا سببه الإهمال الشديد لهذا المرفق منذ سنوات طويلة ولم يتحرك أحد لتطويره ومعالجة الخلل الموجود بداخله .. ليس معنى ذلك أننى أوجد مبررات لهذه الكارثة المروعة التى راح ضحيتها العشرات من أهالينا الصعايدة بالاضافة للعديد من المصابين وضرورة محاسبة المتسببين فى هذا الحادث الأليم أيا كانت مواقعهم .. وأتمنى أن تتسارع وتيرة تطوير منظومة السكة الحديد حتى لاتتكرر مثل هذه الحوادث الرهيبة وأن يولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الصعيد اهتماما أكثر ويتفقد بنفسه ما يحدث على أرضه من مشروعات مختلفة وأن يوجه سيادته بزيادة الاستثمارات وفتح مجالات جديدة لتنمية هذا الاقليم الذى عانى لسنوات عديدة من الفقر والحرمان وأن يقوم كذلك بجولات ميدانية لمحافظاته المختلفة ويقينى أن هذه الزيارات ستكون فاتحة خير على الصعيد وأهله .. وأدعوه أيضا لتفقد "طريق الموت" أو مايعرف بطريق الصعيد الصحراوى الشرقى الذى يبدأ من بوابة حلوان وينتهى بالأقصر .. فلا يمر يوم إلا ويقع حادث فظيع يروح ضحيته عشرات المواطنين من أهالينا الصعايدة القادمين من والى القاهرة لأن الطريق فى معظمه حارة واحدة ضيقة جدا لاتستوعب السيارات والتريلات الكبيرة التى تسير فى هذا الطريق .. ناهيك عن انعدام الخدمات الأمنية والمرورية والصحية .. مطلوب تطويره وإنارته يا سيادة الرئيس أسوة بالطرق والمحاور الكثيرة التى تم تطويرها بشرق القاهرة وعمقها ومصر -إسكندرية الصحراوى وحتى تترسخ مفاهيم العدالة الاجتماعية والأمان الاقتصادى الذى يقوى روح الانتماء.لهذا البلد العظيم ..لايساورنى أدنى شك أن الدولة المصرية بكل أجهزتها ومؤسساتها تتحرك اليوم فى هذا الاتجاه والدليل مشروع تطوير الريف المصرى سواء بالصعيد اوفى بقية المحافظات الأخرى .. حفظ الله مصر من كل شر وخالص التعازى لأسر الضحايا .
مشاركة :