لا شكّ أنّ الهدف الأساس من العملية التعليمية هو إعداد خريج مزوّد بالمعارف النظرية والخبرات العملية والبحثية، مع امتلاكه القدرة على توظيف تلك المكتسبات بما ينفع الفرد والمجتمع ومن ثمّ يعمّ الرخاء على الوطن. ولهذه الغاية السّامية أُنشئت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بموجب القرار الجمهوريّ رقـم (267) الصادر في 25 جمادى الآخرة سنة 1427ﮬ، الموافق 20 يوليه عام 2006 م كإحدى الكلّيات التابعة لجامعة قناة السويس، تلك الكلية التي تعتبر المواطن والمجتمع جوهر الرسالة التي تؤدّيها. إنّ من أهم أهداف الكلية تحقيق عناصر الجودة في المتعلم والمعلم، كما أنّ تخصصات كلية الآداب والعلوم الإنسانية لا تقتصر على الآداب واللغة فحسب، بل تشمل نُظُم المجتمع والتخطيط العمرانيّ في المناطق الجديدة والمشاريع العملاقة، كما تهتمّ بدراسة نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في إقليم القناة وسيناء الذي يُعدّ من المناطق المفتوحة على البحر الأحمر والبحر المتوسط وقناة السويس. لقد تبنّت الكلية فلسفة تقوم على توجيه كافّة الأنشطة الأكاديمية والإدارية والمالية نحو التطوير والتحسين المستمر لجودة الخدمة التعليمية المقدّمة للطلاب للوصول بهم إلى المستويات التي تُحقق التميز التنافسيّ في سوق العمل المحليّ والإقليميّ والعالمي. لقد حصدت الكلية في الفترة من 2016-2021م العديد من الإنجازات وفي كافّة المجالات. ففي مجال البناء والتشييد، تمّ نقل الكلية من الجامعة القديمة حيث كانت المباني متهالكة إلى الجامعة الجديدة، ترتب على ذلك تصميم وتنفيذ المباني الجديدة للكلية ليتمّ استيعاب كافّة أقسام الكلية، كما تمّ إنشاء مراكز “محمود عثمان” لنُظُم المعلومات الجغرافية والأزمات والكوارث والاستشارات والتنمية والاستشارات الفلسفية، وتمّ تجديد مركز ذوي الاحتياجات الخاصّة. وفي مجال التطوير، تمّ شراء معمل نظم معلومات جغرافية به أحدث الأجهزة والبرامج بتكلفة مليون وتسعمائة ألف جنيه ومعمل للترجمة الفورية به 21 لغة بتكلفة مليون وخمسمائة ألف جنيه، وتجهيز كافّة مدرجات الكلية وقاعاتها بأحدث الأجهزة الصوتية وشبكات الانترنت والشاشات الذكية SMARTوستائر البلاك اوت والمقاعد الحديثة، إلى جان بالتعاقد مع شركة نظافة. وفيما يخصّ الأنظمة الداخلية تمّ تعديل لائحة الكلية لتشمل مقررات دراسية جديدة وإضافة أقسام منها: الدراسات السكانية الترجمة الفورية باللغة الانجليزية بمصروفات والترجمة الفورية باللغة الفرنسية والايطالية بمصروفات والمساحة ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد بمصروفات واللغة الصينية. لقد أمضت الكلية قُدمًا في نشر الوعي في المجتمع وبين المتعلمين فأنشأت مركزًا للاستشارات وبحوث التنمية البشرية والبحوث الفلسفية وصدر لهما قرار من المجلس الأعلى للجامعات، كما قامت بتوفير عدد من دورات نُظُم المعلومات الجغرافية والمساحة واللغات. وتمّ تطوير مركز خدمة المجتمع بالكلية وتقديم كافّة الدورات الخاصّة باللغات وتنمية القدرات البشرية والقيام بأعمال الترجمة بكافّة اللغات. ولم تنس الكلية تطوير مراكز المعلومات فتمّ نقل مكتبة الكلية وتجهيزها بما يتوافق مع النُظُم الحديثة للمكتبات الجامعية، بالإضافة إلى شراء أحدث الأجهزة المساحية والخرائط، إلى غير ذلك من الأمور التي يضيق المجال عن لذكرها. كما ضمّت الكلية عددًا من المراكز منها: مركز ذوي الاحتياجات الخاصّة الوحيد فى جامعات اقليم القناة وسيناء. فهذه الكلية بصورتها الحالية وما تحويه من برامج تدريسية وبحثية تمثّل نموذجًا فريدًا في متابعة الأحداث المتلاحقة علميًا وثقافيًا وحضاريًا، وهي تمثّل نموذجًا يليق بجامعة ذات طابع خاصّ تقف شامخة في خدمة مجتمعها.
مشاركة :