منذ الإعلان عن انتشار وباء كورونا المستجد ودول العالم تتبارى من أجل الوصول الى لقاح مضاد له أو التوصل الى علاج فعال ومباشر لعلاج المصابين به ، ورغم ذلك تبقى الاجراءات الاحترازية هي الفيصل الوحيد لوقف انتشار الفيروس وفى مقدمتها ارتداء الكمامة وتطهير اليد باستمرار، ومن الملاحظ أن انتشار هذا الوباء المستجد ترك أثراً كبيراً على كافة القطاعات والمجالات في جميع الدول سواء كانت متقدمة أو نامية بدرجات متفاوتة ، حيث تأثر قطاع الاقتصاد وتوقفت العديد من الصناعات والخدمات وفى مقدمتها الطيران والسياحة وتم تخفيض عدد العمالة ، وتطبيق تقنيات العمل عن بعد في أخرى. لكن قطاع الصيدلة والطب كان الرائج بين تلك القطاعات رغم الاصابات التي ظهرت بين افراده، وتوقفت حالة انتشار الاصابة بالمرض على مدى صرامة الإجراءات التي تتخذها الدولة والافراد حتى ان الدول المتقدمة التي شهدت انتشار واسع للإصابة فيها كانت أكثر الدول حزماً في تطبيقها ورغم ذلك لم يتوقف الانتشار، وهنا يتم التعويل على مدى وعى المواطن وإدراكه لخطورة الاستهتار باتخاذ اجراءات الوقاية وارتدادها على اسرته وعلى المجتمع. وما ان أطلت علينا نسائم العام الجديد 2021 حتى أعلنت بعض الشركات ومنها فايزر وشركة موديرنا، وأخرى روسية وصينية التوصل الى لقاح لفيروس كورونا وصلت نسبة نجاحه الى أكثر من 90%، حتى ان بعض التحليلات أشارت الى وجود صراع وتنافس دولي حول حصرية توريد اللقاح الى العالم ومن ثم تحقيق اعلى معدل ربح اقتصادي. فدول العالم ستهرع إن لم تكن قد عقدت صفقات بالفعل مع تلك الشركات لتوريد اللقاح اليها ،ورغم ذلك فإن منظمة الصحة العالمية قد حذرت من التسرع في إعطاء مثل تلك اللقاحات وحذرت تلك الشركات من التلاعب بحياة البشر، ويقودنا هذا الأمر الى التريث قليلاً في الاقبال عليها ، والاعتماد أكثر على الوقاية بالأساليب الاحترازية وبخاصة الالتزام بارتداء الكمامة والعناية بالنظافة وتجنب الازدحام والاختلاط وتقوية المناعة ،وأخيراً فقد أظهرت أزمة كورونا مدى الحاجة الى التحول الرقمي في تقديم الخدمات ،وضرورة تطوير وتجويد الاستخدام التقني في التعليم والصحة وغيرها .
مشاركة :