تحليل إخباري: خبراء وقادة يعدون مقتل والي العراق نجاحا للقوات العراقية

  • 1/29/2021
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

عد خبراء وقادة من العسكريين العراقيين مقتل الشخص الأول في تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية (داعش) في العراق المدعو أبو ياسر العيساوي، نجاحا كبيرا للقوات العراقية، مؤكدين أن ذلك سينعكس بصورة ايجابية على تحسن الوضع الأمني في عموم البلاد. وكان مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة أعلن مساء أمس الخميس مقتل ما يسمى نائب الخليفة ووالي العراق في تنظيم (داعش)، المدعو أبو ياسر العيساوي بعملية استخبارية نوعية نفذتها القوات العراقية. وقال الكاظمي في تغريدة له على حسابه في موقع (تويتر) "شعب العراق .. إذا وعد أوفى، وقد توعدنا عصابات داعش الإرهابية برد مزلزل". وأضاف "جاء الرد من أبطالنا بالقضاء على زعيم عصبة الشر، أو من يطلق على نفسه (نائب الخليفة ووالي العراق) في التنظيم، في عملية استخبارية نوعية". ويرى المراقبون أن إعلان الكاظمي بنفسه لمقتل العيساوي يشير إلى أهمية العملية والنتائج الايجابية التي ستتحقق بعدها بما ينعكس ايجابيا على تطور وتحسن الوضع الأمني. وهذه ثاني ضربة موجعة يتعرض لها التنظيم المتطرف، في العراق الاولى كانت قتل المدعو ابوبكر البغدادي زعيم التنظيم، بضربة جوية أمريكية بمحافظة أدلب السورية نهاية اكتوبر العام 2019، شارك فيها جهاز المخابرات العراقية من خلال تقديم المعلومات. وكشف اللواء يحيى رسول الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة أن العملية نفذها جهاز مكافحة الارهاب بالتنسيق مع جهاز المخابرات الوطني العراقي في منطقة وادي الشاي جنوب مدينة كركوك (250 كم) شمال العراق، قرب جبال حمرين الذي يفصل كركوك عن محافظتي ديالى وصلاح الدين. وقال رسول في بيان "تمكنت قواتنا الأمنية من قتل الإرهابي المدعو (جبار سلمان علي فرحان العيساوي/ المكنى أبو ياسر العيساوي) في ضربة استهدفت الجحر الذي يأويه وزبانيته ومساعديه، فكانت إصابة مباشرة من خلال أسلحة نوعية، وقد تم التأكد من شخصياتهم". وكثفت القوات العراقية جهدها الاستخباري في ملاحقتها لكل خيوط التنظيم المتطرف، عبر عملية استمرت منذ شهر سبتمبر الماضي ولغاية يناير الحالي، شملت عدة محافظات تمكنت خلالها من قتل 17 إرهابيا من قادة التنظيم، وفقا لرسول. وأبرز هؤلاء القادة الذين تم قتلهم الإرهابي (لائق محمد داود البياتي/ المكنى شلعيان وأبو ريتاج)، وهو الناقل الخاص بالإرهابي جبار سلمان، والإرهابي (غسان نجم صالح أحمد العبيدي/المكنى أبو ملك)، وهو مسؤول عصابات داعش في كركوك، والإرهابي (المكنى أبو صادق)، ويسمى والي كردستان، والإرهابي (موسى)، وهو من أمراء القواطع، وغيرهم. ومن خلال متابعة الارهابيين واستنطاق المتهمين واستخدام الوسائل الفنية ومتابعة الاتصالات الخاصة بقادة التنظيم تمكنت القوات العراقية من تحديد عدة مضافات يستخدمها التنظيم الإرهابي، ثم نفذت ضربات قوية اسفرت عن قتل الارهابي العيساوي ومجموعة من قادة التنظيم. وحسب المعلومات المتوفرة عن جبار سلمان علي العيساوي الملقب بـ"أبو ياسر" أو "أبوعبدالله الحافظ" فهو ينحدر من بلدة الكرمة التابعة لمدينة الفلوجة في محافظة الانبار وهو من مواليد 1982 وقد شغل منصب والي شمال بغداد، وولاية البركة في سوريا ومنصب (أمير جيش عمر) وعين، واليا لداعش في العراق العام 2019، تحت قيادة ما يسمى بـ"الخليفة"، الجديد المعروف بـ"أبو إبراهيم الهاشمي القرشي" الذي خلف أبوبكر البغدادي زعيم داعش الذي قتل بضربة أمريكية في سوريا. وكان رئيس الوزراء العراقي الاسبق حيدر العبادي أعلن في التاسع من ديسمبر العام 2017 طرد عناصر التنظيم المتطرف وفرض السيطرة الكاملة على جميع الأراضي العراقية، بما فيها الشريط الحدودي مع سوريا، لكن بعض خلايا التنظيم الارهابي مازالت تنشط في بعض مناطق البلاد، فيما تواصل قوات الأمن العراقية عملياتها للقضاء على هذه الخلايا. وقال الخبير العسكري العميد الركن عبد الله العبيدي لوكالة أنباء (شينخوا) "بلا شك أن قتل العيساوي يعد نجاحا كبيرا للقوات العراقية ويؤشر إلى تطور في جهدها الاستخباري في متابعة قيادات التنظيم الارهابي". وأضاف "أن هذه العملية النوعية الناجحة سوف تنعكس نتائجها بصورة ايجابية على تحسن الوضع الأمني في عموم العراق، وسوف تنعكس بصورة سلبية على معنويات عناصر التنظيم المتطرف، بعد أن وصلت القوات العراقية إلى كبار قادتهم وقتلتهم". وتوقع العبيدي ترك العديد من عناصر التنظيم للعمل وخصوصا العناصر التي لم تنخرط في عمليات القتل والارهاب ضد العراقيين، بعد ادراكهم انه لم يعد هناك مكانا آمنا لهم في العراق، لذلك قد يحاول البعض منهم مغادرة العراق. وتأتي عملية الاطاحة بالعيساوي بعد أسبوع من التفجير الانتحاري المزدوج في ساحة الطيران وسط العاصمة بغداد، والذي راح ضحيته 32 شخصا وإصابة 110 أشخاص من العمال والمتسوقين، والذي أعلن التنظيم الارهابي مسؤوليته عن الهجوم. من جانبه، أكد اللواء يحيى رسول أن عملية قتل الإرهابي العيساوي سيكون لها الاثر الكبير في تراجع معنويات لما تبقى من عناصر التنظيم المتطرف، مشددا على أن العملية سيكون لها تداعيات كبيرة على تحسن الوضع الأمني. ويؤكد قادة عسكريون أن عملية قتل الارهابي العيساوي ومجموعة من قادة التنظيم جاءت ثارا لدماء الضحايا الابرياء في ساحة الطيران، متعهدين بالقضاء على التنظيم المتطرف. وقال الفريق الاول الركن عبد الوهاب الساعدي رئيس جهاز مكافحة الارهاب "إن جهاز مكافحة الإرهاب ملتزم بالوعد الذي قطعه لشهداء ساحة الطيران بان عملية ثأر الشهداء مستمرة ولن تتوقف حتى القضاء على ما تبقى من داعش الإرهابي". إلى ذلك، قال المحلل السياسي نجيب الجبوري لـ (شينخوا) "إن عملية مقتل العيساوي أدت إلى استنزاف التنظيم خاصة على مستوى منظومة القيادة والسيطرة، الأمر الذي سيؤدي إلى انهيار معنويات عناصر التنظيم بشكل كبير". ودعا الجبوري الأجهزة الاستخبارية العراقية إلى تكثيف جهودها وتعزيز تواجدها في المناطق القريبة من الإمكان التي يتواجد فيها عناصر التنظيم وخاصة قرب المناطق الصحراوية والجبلية، والاستفادة من تعاطف المواطنين مع القوات العراقية التي نجحت إلى حد كبير في كسب ثقة المواطن العراقي في المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم. وطالب الجبوري القوات العراقية باستمرار تنفيذ عمليات نوعية ضد عناصر التنظيم، في المناطق التي تتوفر معلومات عن تواجده فيها، مثل جبال حمرين، وأمطبيجة وادي حوران، وغيرها من المناطق المشخصة لدى القوات بان التنظيم يتواجد فيها كونها بعيدة عن أعين الناس. وأضاف الجبوري "على السلطات العراقية فتح قنوات تعاون مع دول الجوار والتنسيق معها لمنع تسلل الإرهابيين إلى الأراضي العراقية، وبالتالي منع وصول أي امدادات للتنظيم داخل العراق، الأمر الذي سيقود إلى تحسن الوضع الأمني بشكل لافت".

مشاركة :