تحتفل مصر بعيد الشرطة فى الخامس والعشرين من يناير من كل عام تخليدا لذكرى معركة الإسماعيلية التى شهدت أروع نماذج الوطنية والفداء فى الدفاع عن مقر محافظة الإسماعيلية فى مواجهة الجيش البريطانى.لكشف عقيدة الشرطة المصرية علينا استعراض حكاية معركة الإسماعيلية مرورا بأحداث يناير 2011 وثورة 30 يونيو2013 ومواجهة أحداث عنف الجماعة الإرهابية، وصولا لمصرنا التى ننعم بأمانها واستقرارها ومستقبلها.فبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها طالب الشعب المصرى حكومة الوفد بإلغاء معاهدة 1936 التى سبق أن فرضت على مصر أن تتخذ من المحتل وليا لها.فأعلن رئيس الوزراء مصطفى النحاس إلغاء المعاهدة فى الثامن من أكتوبر 1951م. لتبدأ معارك ساخنة بين الفدائيين وقوات الاحتلال فى الوقت الذى ترك فيه آلاف العمال المصريين أشغالهم بمعسكرات الإنجليز وامتناع التجار عن إمدادهم بالمواد الغذائية والتعيينات.الأمر الذى ازعج الحكم البريطانى الذى هدد باحتلال القاهرة إذا لم يتوقف نشاط الفدائيين الذين زادوا من عملياتهم وكبدوا الأعداء خسائر فادحة بالتعاون والتحالف مع قوات الشرطة المصرية التى قامت بتسهيل وتأمين وصول المتطوعين من العسكريين والمدنيين إلى مدن القناة للقيام بعمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال وتأمين مغادرتهم المنطقة بعد ذلك بسلام.وهنا أدرك المحتل الإنجليزى أن الفدائيين يعملون تحت حماية الشرطة المصرية، فقرروا تفريغ القناة من الشرطة واستهداف المدنيين لكبح جماح المقاومة.إلا أن قوات الشرطة المصرية رفضت تسليم المحافظة رغم أن تعداد أفرادها وأسلحتهم لا يسمح لهم بمواجهة تسليح وعتاد الجيش البريطانى المزود بالأسلحة التقليدية والثقيلة، وفى صباح الجمعة 25 يناير 1952م أصدر «البريجادير أكسهام» إنذارا لتسلم الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها والمغادرة للقاهرة.جاء الرد سريعا من المحافظة برفض الإنذار البريطانى الأمر الذى أثار غضب القائد البريطانى الذى أصدر أوامره لوحدات جيشه التى ضمت حوالى 7 آلاف جندى بريطانى بفرض حصار على مبنى محافظة الإسماعيلية وقوات الشرطة المصرية التى قدر عددها بحوالى 850 جندياً مع إطلاق نيران مدافعهم الذى استمر قرابة 6 ساعات مع دفاع الشرطة المصرية ببسالة وشرف تحت قيادة الضابط مصطفى رفعت حتى سقط أكثر من 50 شهيدا والعديد من الجرحى.وعندخروج عناصر الشرطة المصرية اصطف القائد البريطانى ليؤدى التحية العسكرية لهم.وساهمت تلك الروح الوطنية فى إلهام الشعب ليخرج فى تجمعات غاضبة بشوارع القاهرة تنادى بمواجهة العدو الغاشم، ويصبح هذا اليوم عيدا للشرطة. لم تقتصر فصول النضال الوطنى على هذه المعركة التى كشفت عن عقيدة رجال الشرطة الذين عاهدوا الله بالولاء للشعب والوطن وأن يحافظوا على النظام والأمن والآداب العامة، وأن يؤدوا واجبهم بالذمة والصدق بل سارت الشرطة على هذا الدرب فى كافة الأحداث الوطنية وقامت بمسئوليتها المناطة لها فى حفظ الأمن والنظام العام بالمجتمع على مدار تاريخها.نتذكر أحداث يناير 2011 كاقتحام السجون وأقسام ومركبات الشرطة بقصد كسر الأمن وتنفيذ سيناريو الفوضى وتطبيق نظام اللجان الشعبية تمهيدا لتطبيق نظام الحرس الثورى لتصبح ميليشيات بعد ذلك،إلا أن رجال الشرطة كانوا على قدر المسئولية فى مواجهة هذه التحديات التى تبنتها جماعة لا تدرك مفهوم الوطن ولا تؤمن به.، ولأنصارها أهداف أبعد ماتكون عن مصلحة الوطن، واستطاعت الشرطة مواجهة منفذى مخطط الفوضى على الرغم من خسائرها الكبيرة، وهنا تتجلى عقيدة الشرطة المصرية.وعلى جانب آخر نذكر معسكر رفح للأمن المركزى المعروف بالأحراش والذى تصدى رجاله للصواريخ والقذائف والتفجيرات على مدار أكثر من عامين، ورفض الضباط محاولات إخلاء المعسكر أو انتقالهم الى مكان آخر، وقرورا أن المكان محصن بأجسادهم وأرواحهم.ومنذ ذلك الحين وانخرطت الشرطة بكافة قطاعاتها وأجهزتها فى مواجهة الإرهاب والعنف المسلح والتصدى لمحاولات الجماعة الإرهابية للحفاظ على الأمن والمصريين ومؤسسات الدولة وأرض الوطن. إن نجاح الشرطة فى إجهاض المخططات التى تحاول ضرب الاستقرار والاقتصاد والتنمية من خلال ضربات استباقية ناجحة لدحر الإرهاب ومصادر تمويله نموذج للفداء والتضحية. ما أكثر نماذج التضحية والفداء لأبناء الشرطة المصرية المخلصين الذين يؤمنون بأداء الرسالة النبيلة حتى التضحية، وهذه عقيدة الشرطة المصرية.www.bahaahelmy.com
مشاركة :