تقول سالى: إنها اعتادت قيادة سيارتها المجهزة لأصحاب الهمم والقدرات الخاصة - ملصقا على زجاجها البادج الذى يرمز لذلك - من مسكنها بمدينة نصر إلى مقر عملها بمنطقة موقف العاشر بالقاهرة يوميا. ولكنها لم تستطع التألقم مع الضوضاء والصخب والفوضى التى تزداد يوما بعد يوم بالشوارع التى تمر بها فى رحلتها للوصول أو العودة لمنزلها رغما من استشارتها طبيب الأسرة الذى أعطاها علاجا لحالات الصداع والتهدئة من التوتر الذى يصيبها يوميا. تقول: إنها قررت فى يوم من الأيام استخدام المواصلات المتاحة (الميكروباص) للذهاب إلى عملها بدلا من سيارتها، وللأسف وقع حادث تصادم بين الميكروباص وتوكتوك كان يتسابق مع أحد الطيارين (توصيل الطلبات بالموتسيكل) فى الطريق المعاكس نتج عنه وفاة الأخير، ما ترتب عليه وقوع مشاجرة عنيفة بين سائقى الميكروباص والتوكتوك اشترك فيها العديد من سائقى المينى باص الأزرق بسبب تعطيلهم عن خط السير وعدد الرحلات دون أن يلقوا بالاُ بالحادث أو المتوفى الأمر الذى ترك أثرًا عليها نفسيا وخضوعها للعلاج لمدة شهر مع امتناعها تكرار تجربة استخدام وسائل النقل المذكورة تحت أى ظرف من الظروف. تستكمل حديثها بأن رحلتها فى الذهاب والعودة بمثابة رحلة موت يومى، وفى أقل تقدير هى رحلة خوف وتلوث سمعى وعدم شعور بالأمان على حياتها أو حياة الركاب والعابرين للطريق. وذلك بسبب غياب الأخلاق والذوق والفن عن كثير من فئات قائدى المركبات والدراجات البخارية مختلفة الأنواع التى يمكن حصرها فى ستة وسائل رئيسية وهى (الطيارون «الدليفرى»- سائقو الموتسيكلات الاستعراضية- سائقو التوكتوك- سائقوالميكروباص - سائقو المينى باص الأزرق) إضافة إلى القيادة الخطرة لبعض الشباب من الجنسين؟ يسلك الطيارون (الديلفرى) الطريق المعاكس فى معظم شوارع القاهرة سواء كان طريقا سريعًا أم بطيئًا أو رئيسيا أم فرعيا باعتباره أسهل وأسرع طريق لتوصيل الطلبات للمواقع المختلفة، أضف إلى ذلك سائقى الدراجات البخارية واستعراضاتهم الخطرة فى الشوارع والميادين والمحاور الرئيسية والسير فى مواكب الأفراح. ويخرج علينا التوكتوك من كل مكان ليسير عرضا وطولاُ ضاربا عرض الحائط بالقوانين ودون خوف أو رادع من العقوبات. وهناك سائقو المينى باص الأزرق والميكروباص الذين يستعرضون ويتنافسون ويتسابقون للوصول لمحطاتهم قبل الآخر لملئ المقاعد. مع منافسة من بعض الشباب غير المؤهلين على أساليب القيادة السليمة والالتزام بالتعليمات. كل ذلك يتم مع استخدام آلة التنبيه بشكل متواصل ومزعج دون مبرر مع استخدام كافة وسائل القيادة غير الآمنة لإخافة وترهيب سائقى السيارات الخاصة من الجنسين سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا أم من أصحاب القدرات الخاصة، وفى حالة اعتراض أى مواطن على أسلوب القيادة فيسبونه بطريقتين الأولى من خلال بعض أنماط الصوت عن طريق آلة التنبيه تترجم الشتم، والثانى عن طريق الاحتقار والشتم والسب بألفاظ تخرج على المبادئ والقيم المجتمعية والأخلاقية. إن أفعال وتصرفات وسلوك تلك الفئات من سائقى المركبات تتسبب فى عدم الانضباط ومخالفة القانون والأعراف والقيم والأخلاق إضافة إلى ترويع المواطنين خاصة الإناث أثناء قيادتهن للسيارات بالشارع المصرى. إنه انحدار للذوق والفن والأخلاق التى يجب أن يتحلى بها سائقو المركبات ووسائل النقل بكافة أنواعها، أضف إلى ذلك صوت الأغانى الممزوجة برائحة المخدرات التى تصدر من بعض الأطفال السائقين، وما يمكن ارتكابه من جرائم وتحرش فى مناطق مختلفة. متى يعود الالتزام بشعار القيادة «ذوق وفن وأخلاق»؟ إن الدولة لا تألوا جهدا فى دعم قوات الشرطة والمرور، وبدء تعميم منظومة الكاميرات والربط الإلكترونى بينها لرصد المخالفات وتحليلها وكشف الجرائم التى يمكن أن تحدث على الطرق مع توفير وسائل نقل حديثة ومتنوعة، وهناك دراسات جارية لإحلال التوكتوك سيئ السمعة بسيارات كهربائية. لحين اكتمال تلك المنظومات والإحلال فإننا نهيب بالمشرع تشديد العقوبات على أفعال وسلوك سائقى تلك المركبات والدراجات البخارية مع مضاعفة الغرامات ودفع أرضية وإيقاف تراخيص السائقين والمركبة على حد سواء لكل سائق لم يلتزم بالخلق والذوق والاحترام الكامل للمواطنين العابرين الطريق وكبار السن وللركاب وسائقى السيارات الخاصة حتى يعود الانضباط الكامل وفرض هيبة القانون.
مشاركة :