إضاءات / الكويت... عاصمة الثقافة الإسلامية العام المقبل | ثقافة

  • 9/4/2015
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

«الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية في العام المقبل»... هو العنوان الأكثر أهمية حينما نتحدث عن الثقافة العربية والإسلامية، والعنون الأكثر بروزا وقيمة، حينما نتحدث عن الكويت... التي قطعت شوطا كبيرا في مجالات ثقافية وإنسانية عدة. ونعود بالذاكرة إلى العام 2001... وقتها كانت الكويت «عاصمة الثقافية العربية»، ونظمت في هذه الاحتفالية فعاليات وأنشطة متميزة، عبّرت عن الهوية الثقافية العربية للكويت، وما تمثله من مركز مهم، ومتواصل مع الشأن الثقافي والفني في عالمنا العربي، كما تم في هذا العام افتتاح الكثير من الصروح الثقافية، وإقامة العديد من الاسترتيجيات التي تعنى بالثقافة المحلية والعربية على حد سواء، وزار الكويت ضيوف من شتى بقاع الأرض شاركوا في الاحتفالية، وكتبوا عن الكويت. ونتطلغ أن تكون الاحتفالية التي ستستقبلها الكويت في العام المقبل أكبر من سابقتها، لأنها أشمل وأعم فهي احتفالية تجمع العالمين العربي والإسلامي معا، وبالتالي فمن المرتقب أن يكون التجهيز لها- من الآن- على قدم وساق، لتوجيه رسالة إالى العالم أجمع بأن الكويت بلد الثقافة والفكر والتنوير عربيا واسلاميا. وبعد موافقة سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء على ترؤس اللجنة العليا للاحتفال بالكويت (عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016) التي تضم في عضويتها عددا من الوزراء الذين تربطهم علاقة ببرنامج الاحتفالية الذي يستمر على مدى عام كامل- حسب ما قرأناه في خبر «كونا» الأخير- فإننا نعوّل على كافة الجهات المعنية بأن تكون مجهزة بكل ما يثلج صدورنا، ويظهر الوجه الحضاري والثقافي للكويت، فالمسألة ليست إقامة عدد من الاحتفاليات والأنشطة توزع على مدار العام، ولكنها مسألة إثبات وجود، وتأكيد على الحضور المهم للكويت على كافة المستويات الثقافية. ونتطلع إلى أن يقدم وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، كل ما لديه من تنظيم واختيار للأنشطة الجادة، كي تبدو الاحتفالية في الشكل الذين يليق بتاريخ الكويت الثقافي... خصوصا وأن انطلاقتها ستتوافق مع فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 22... في يناير الماضي. وما نود قوله أن فكرة «عاصمة الثقافة الإسلامية» التي تبنتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) منذ عام 2001، تمثل مرحلة مهمة في تقارب وجهات النظر الإسلامية، وذلك من خلال اختيار عاصمة إسلامية كل عام، من بين العواصم والمدن الإسلامية، ومن ثم توجيه الأنظار إليها، فلربما يساهم ذلك في تحقيق الأمل المنشود في توحيد الأفكار والأحلام في اتجاه إسلامي، وكشف المخاطر التي تواجه مختلف الدول الإسلامية، وهي مخاطر واحدة، ربما يكون الإرهاب هو أهمها، علاوة على الضعف الذي ينخر فيها ويجعلها، رغم تفوقها في العدد إلا أنها غير قادرة على تأكيد وجودها. وستتضمن احتفالية (الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية 2016)- كما قرأنا في خبر «كونا» الأخير- برنامجا ثقافيا حافلا يستمر على مدى عام كامل بمشاركة مؤسسات الدولة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص... وتسعى الاحتفالية إلى إبراز دور الكويت الثقافي ومنجزاتها في كل روافد الثقافة العربية والإسلامية من نشر وتوثيق وتحقيق لكنوز التراث الإسلامي ودور مؤسسات الدولة المختلفة في إبراز الوجه الحضاري للثقافة الإسلامية بجوانبها الإنسانية التي تكرس قيم المحبة والسلام وقبول الآخر والانطلاق نحو آفاق رحبة في حوار مفتوح مع الحضارات والثقافات الأخرى. * كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت alsowaifan@yahoo.com

مشاركة :