إضاءات / العاصمة الإسلامية... في رمضان - ثقافة

  • 6/29/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أوفت الكويت بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها، خلال الاحتفال بالعاصمة الإسلامية، وها نحن نتابع تلك الأنشطة والفعاليات التي تقيمها الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وجهات أخرى رسمية وغير رسمية، وهي فعاليات- وإن لم تأخذ الطابع الديني الذي كان يتوقعه البعض- إلا أنه أخذ طابعا إنسانيا، متنوعا وشاملا، وذلك تأكيدا على أن الدين الإسلامي يستوعب كل الثقافات ولا يتصادم مع أي فكر، ولكنه يحاوره ويجادله بـ»التي هي أحسن»، فهو دين حب وسلام، ولا يعادي إلا الظالمين «فلا عدوان إلا على الظالمين»، وهو دين عقل وتفكير وتدبر وهذه المفردات كثيرة الوجود في القرآن الكريم. وفي هذا الشهر الفضيل أقيم الكثير من الفعاليات التي جاءت ضمن احتفالية الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية، لعل من أبرزها ملتقى «الآل والأصحاب» الذي أقيم على مسرح الدكتورة سعاد الصباح في رابطة الأدباء، والملتقى فكرة الكاتب الدكتور عايد عتيق الجريد، وشارك فيه نخبة من الباحثين والأدباء، الذين تطرقوا في أوراقهم البحثية إلى الآل والأصحاب في التراث الكويتي. كما تابعنا خلال الشهر الفضيل أنشطة ثقافية أخرى تدخل في منظومة الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية سواء في مكتبة الكويت الوطنية أو في رابطة الأدباء أو تلك الفعاليات المتعلقة بالفنون التشكيلية، وبالتالي فقد تنوعت هذه الأنشطة في الكويت... إلا أننا لا نزال نريد فعاليات تلقي الضوء على سماحة ديننا الإسلامي، خصوصا في الوجدان الكويتي ، وهو الوجدان الذي تربى على سماحة الإسلام منذ القدم مما جعله يسارع في الخيرات، ويبذل العطاء من أجل الفقراء والمحتاجين. فالكويت من الدول الرائدة في السير وفق المنهج الإسلامي بكل ما فيه من سماحة وعدالة ورحمة واحترام، على أساس ذلك نشأت في الكويت المؤسسات الرائدة التي تعني بالفقراء والمحتاجين سواء في داخل البلد أو خارجها، وأصبحت الأيادي البيضاء في الكويت هي ملاذ كل صاحب حاجة . ولم يقتصر ذلك على بذل المال والعطاء المادي، فالكويت أيضا طبقت المنهج الإسلامي في كل ما يتعلق بحياة مجتمعها، وفي أدبياته، وفي الأفكار المتعلقة بالإنسانية وغيرها. إننا نريد خلال فعاليات الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية أن نتابع أمسيات وندوات ومنتديات، تبرز الجوانب المضيئة في حياة المجتمع الكويتي، والتي استمدها من دينه الإسلامي الحنيف، وأن نكرس في الفترة المقبلة من السنة الحالية، للكثير من الأخلاقيات الحميدة، التي التصقت بالإنسان الكويتي عبر عصوره، مثل البذل والعطاء وحب الخير، والتسامح. وعلى الرغم أن احتفالية الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية قد قطعت أشواطا كبيرة من خلال أنشطتها وفعالياتها الفنية والثقافية والاجتماعية والفكرية... إلا أننا لا نزال بحاجة إلى المزيد خلال الشهور القليلة المتبقية، كما نتمنى إصدار مجلد يضم كافة هذه الأنشطة ليكون مرجعا عربيا وإسلاميا عن الكويت. * كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت alsowaifan@yahoo.com

مشاركة :