مواجهات بين محتجين وقوى الأمن بشمال لبنان

  • 2/1/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت طرابلس كبرى مدن شمال لبنان اليوم (الأحد) مواجهات بين قوى الأمن ومحتجين قاموا برشق سرايا المدينة بالحجارة وقطعوا الطريق المؤدية اليها بالإطارات المشتعلة فحاولت قوى الأمن تفريقهم بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع. وحصلت عمليات كر وفر بين المحتجين وقوى الأمن استمرت زهاء الساعة من الوقت قبل أن يتدخل الجيش الذي كان عزز تواجده في المدينة عقب أعمال الشغب التي كانت شهدتها المدينة في الأيام الماضية. وقد قام الجيش بعملية مطاردة المحتجين من محيط السراي وساحة النور إلى الأحياء الداخلية مستخدما القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. وأوضح مصدر طبي لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن سقوط 15 إصابة نتيجة استنشاق الغاز وإصابة امراة بالرصاص المطاطي في قدمها. وكانت المدينة قد شهدت اعتصاما في ساحة النور تضامنا مع طرابلس شارك فيه نشطاء من المجتمع المدني من مختلف المناطق اللبنانية أطلقت خلاله هتافات تطالب بإسقاط النظام ومحاكمة الفاسدين واستعادة الأموال "المنهوبة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة منتقدة تردي الأوضاع المعيشية. وحملت كلمات القيت في الاعتصام الطبقة الحاكمة مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي مؤكدة استمرار "ثورة 17 اكتوبر". وتعبر "ثورة 17 أكتوبر"عن الاحتجاجات التي أطلقت في ذلك اليوم من العام 2019 رفضا لضريبة حكومية على استخدام تطبيق "واتس آب" المجاني والتي أدت بعد 12 يوما من انطلاقتها إلى استقالة حكومة سعد الحريري. وتشهد طرابلس منذ أيام احتجاجات على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاقفال العام واستمرار حظر التجول ضمن تدابير مكافحة تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) . وقد أدت المواجهات بين قوى الأمن والمحتحين في الأسبوع الجاري إلى سقوط قتيل ومئات الجرحى من المحتجين وعشرات عناصر الأمن فيما عمد محتجون إلى إحراق مقر بلدية طرابلس والاعتداء على مؤسسات عامة وخاصة ما دفع الجيش والقوى الأمنية إلى اتخاذ تدابير أمنية مشددة . وقد زار وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية محمد فهمي طرابلس اليوم وعقد اجتماعات مع القيادات الأمنية وأكد بحسب بيان صدر عن وزارة الداخلية إن القوى الأمنية لن تتهاون في الدفاع عن المدينة. وأكد فهمي أن "القوى العسكرية كافة ستعمل بكل ما أوتيت من قوة لمنع المس بهيبة الدولة والتعرض للأملاك العامة والخاصة". وكذلك أوضحت مديرية الأمن الداخلي في بيان أنه خلال احتجاجات الايام الماضية في طرابلس حاول متظاهرون اقتحام السراي لكن قوى الأمن منعتهم، لافتة إلى أن "هؤلاء استخدموا 16 قنبلة يدوية و600 قنبلة مولوتوف حارقة في محاولتهم اقتحام السراي". بدورها أصدرت قيادة الجيش اليوم بيانا أعلنت فيه عن توقيف 17 شخصا لقيامهم "بأعمال شغب وتخريب وتعد على الممتلكات العامة والخاصة، ورمي قنابل مولوتوف بإتجاه القوى الأمنية، والإشتباه بمشاركة عدد منهم في إحراق مبنى بلدية طرابلس ورمي قنابل يدوية باتجاه سراي طرابلس". وأضافت قيادة الجيش أن "التحقيق جار مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، وتتم المتابعة لتوقيف باقي المتورطين". يذكر أن لبنان يواجه عدة أزمات سياسية واقتصادية ومالية ومعيشية متشابكة أدت إلى تفاقم الفقر والبطالة والتضخم المالي وانهيار العملة المحلية وسط تراجع متسارع في احتياطي النقد الأجنبي منذ أكتوبر 2019 مع تجميد المصارف للسحوبات النقدية بالدولار الأمريكي وتقييدها باالعملة المحلية. وقد فاقم هذه المشاكل كارثة انفجار مرفأ بيروت الذي دمر المرفأ وأحياء عدة في العاصمة إضافة إلى تداعيات تفشي (كوفيد -19) الصحية والاقتصادية.

مشاركة :