منذ سنوات وهناك أصوات تتحدث عن تعثر الصحف الورقية وعن توقفها، بل ذهبت بعض الأصوات للمناداة بإيقافها، حتى أصبحت المناداة بإيقافها تتردد على لسان كل من هب ودب دون أي فهم لدور الصحف ورسالتها التي قد تتجاوز المسألة التجارية بمراحل. لكل شعب ثقافته التي تنعكس على كل شيء حتى على نجاح أي مشروع تجاري من عدمه، ومثلما أن وزارة الإعلام مهمة تبقى الصحف الورقية مهمة ايضا لنا ولمجتمعنا، نحن مجتمع له بصمته الخاصة في كل شيء، وهذه قد تكون ميزة نحسد عليها، حتى في منصات الإعلام الجديد لا نتعاطى مع «الفيس بوك» ولا يهمنا كثيراً كما يهمنا «تويتر» عكس غالبية شعوب العالم، مزاجنا الخاص وخصوصيتنا منحت «تويتر» التفوق على «فيس بوك»، وقد حقق الشعب السعودي العظيم نجاحات وإنجازات عبر «تويتر» كشفت عن متانة تلاحمه وتعاضده في مواجهة أعداء الوطن، حقق الشعب السعودي عبر منصة «تويتر» العديد من المكاسب الوطنية التي أبهرت العالم، وقد تحدث عنها الغرب قبل الشرق في انبهار تام حول قوة تلاحم الشعب السعودي والتفافه حول قيادته الرشيدة حفظها الله ورعاها. كانت الصحف الورقية ومواقعها من أهم المناجم الذهبية التي يستقى منها المعلومات الوطنية الدقيقة والفاعلة لردع والجام أعداء الدين والوطن، مثلما كانت أغلب الصحف الاليكترونية تعتاش على ما تنشره الصحف الورقية من أخبار دون مراعاة للحقوق، الصحف الورقية أو المؤسسات الصحفية تمتلك احترافية صناعة المشهد الإعلامي النوعي والعميق، تملك المطبخ الصحفي الذي تطبخ فيه صناعة الصورة الذهنية وصناعة المحتوى الإعلامي المؤثر، لذلك لا يجب النظر إليها كمشروع تجاري بحت، وكوني متخصصة منذ سنوات طويلة في الإعلام المصرفي أعرف تماماً أهمية الصحف في إيصال الرسائل الاقتصادية من خلال ما تملكه هذه الصحف من زملاء إعلاميين متخصصين في الاقتصاد يساهمون في صناعة بيئة اقتصادية نوعية ومؤثرة كذلك في المجال الثقافي والترفيهي والرياضي، وفي جميع المجالات لصحفنا السعودية أدوار مهمة تجعلنا نحرص على دعمها والوقوف بجانبها بل وتحفيز الأجيال الجديدة على قراءتها ضمن مشروعنا الاجتماعي الثقافي في دعم القراءة عند أفراد المجتمع خصوصاً إذا ما تيقنا بأن قراءة الصحف هي الباب الأول الذي يلج منه الإنسان نحو الكتاب وحب القراءة.
مشاركة :