لا أزكي نفسي إن قلت بأني من أكثر المهتمات بشأن الوضع الأسري في السعودية، وضع المرأة في مجتمع ذكوري أحادي التفكير يعد الأنثى - دون تعميم- مصدرًا من مصادر الفساد يزعزع وضع الأسرة السعودية، مجتمع يلقي بكافة المسؤولية عن الانحراف على المرأة منزهًا الرجل، يجرم ويطارد المرأة المتبرجة ولا يجرم الرجل الذي لا يغض بصره عنها، منع الاختلاط يعني منع المرأة دون منع الرجل، والدليل التضييق على المرأة الكاشير لكيلا تتعامل مع الرجال وسماحهم للرجل الكاشير أن يتعامل مع النساء، حتى القواعد من النساء اللاتي أصبحن سيدات أعمال هربن بتجارتهن إلى الدول المجاورة ليسهمن في نهضة بلاد غير بلادهن، مليون امرأة متروكة مع مليون سائق أجنبي ومنع المرأة أن تقود سيارتها بنفسها، في تناقض اجتماعي غير مفهوم، أكثر من مليون مطلقة متورطة بأطفال ترعاهم ليكونوا أسوياء، يقال: إن أكثر المحكومين بجرائم متنوعة هم أبناء مطلقين، يجب ألا ننكر بأننا أكثر مجتمع في الدنيا يفرض قناعات قديمة على المرأة حيث لايزال بيننا من يتوجس من الزواج من طبيبة أو ممرضة أو تعمل في مستشفى، ومن أكثر المجتمعات في معدلات الطلاق (34 ألف حالة طلاق عام 2014)، ومن أكثر المجتمعات في العنوسة، وفوق كل هذا يأتي من يطالب بإقرار مشروع (قياس الاستعداد الأسري)، وكأن عندنا شبابًا غير عازفين عن الزواج حيث جعلوا العرض أكثر من الطلب، هذا المشروع الذي تم بالتعاون بين «المركز الوطني للقياس» ووزارة «الشؤون الاجتماعية» إن تم تطبيقه فسيشكل عائقًا جديدًا أمام مشروع الزواج وسببًا جديدًا من أسباب العنوسة، إن ابتداع مثل هذا المشروع هو ردم التربة على مشكلات الزواج الأخرى وأهمها الطلاق الذي ينخر في جسد المجتمع السعودي كما تنخر الديدان قطعة تفاحة، العروسان هما الوحيدان الخاسران من تطبيق مشروع الاستعداد الأسري، فهما سيواجهان ضغوطًا جديدة فوق ما يعانيانه من ضغوطات كثيرة أخرى من غلاء أسعار وعدم وجود مسكن وقلة ذات اليد بسبب التضخم وغيرها من مشكلات وعوائق لا تعد ولا تحصى هذا غير القلق والضغط النفسي الذي وقعا تحته خلال انتظار نتيجة الفحص الطبي ومعرفة مدى ملاءمتهما لبعضهما طبيًا، أن إقرار مشروع الاستعداد الأسري سواء اختياريًا أو الزاميًا هو استعداء أسري وليس به من الاستعداد شيء، هو مثل الذي يعاقب الضحية ويترك الجاني حرًا طليقًا، مثل الذي يكافح السرقة بمنع الخروج من البيوت وليبالقضاء على اللصوص، هناك مشروعات اجتماعية أهم وأحق بالتطبيق من مشروع الاستعداد الأسري مثل إقرار مشروع يقضي على وفيات حوادث السيارات الذي فاق وفيات أكبر الحروب، مشروع يقضي على حالات الطلاق المرعبة، مشروع مكافحة الضغط والسكر، الخ من المشروعات التي تحتاج إلى تحرك عاجل وحل جذري، أما مشروع الاستعداد الأسري فهو مشروع تفتق عن ذهن شخص (فاضي)!. مقالات أخرى للكاتب المناصحة لم تعد تجدي! رؤية التحدي والطموح لكل زمان خوارجه! عجائب وزارة المياه! لماذا تتكرر مآسي السيول؟!
مشاركة :