غادة فوزي تكتب: حق العيش وانعدام الأمل

  • 2/2/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قاتلٌ ذاك الشعور بانعدام الأمل وبأنّ التغيير مستحيل مهما فعل طالبوه ومن تمسكوا به، هذا هو الوضع في تونس حتي  يومنا الراهن، يسعى الصغار والشباب للتغير ولكن دون جدوي  يريدون أن ينقذوا أحلامهم وأن تصبح واقعا وان يخرج حلمهم وأفكارهم للنور ولكن بدون أي مقدمات يتسلل إليهم اليأس ليوقظهم مما هم فيه ويخبرهم بأن الماضي أصدق وأفضل من الحاضر.وها نحن في الذكري العاشرة لثورة الربيع العربي،  لماذا؟ محكومٌ علينا  أن نبقى على ما نحن عليه؟. صغار يريدون التغير بداخلهم حلم  وأمل لحاضر مشرق وكبار سنًّا فقدوا أعمارهم خلف هذا التغير ولا يملكون الان الا هزّهزة الرؤوس موافقين.أحساس محبط وترائي لبعضهم أنّ الحلّ الوحيد هو الهجرة وترك احلامهم واوطانهم والسعي خلف أرضا وأحلام وواقع يعيشون فيه هل حلم الربيع العربي للتغير والذي مات من اجله شبابا وأباء ونساء وأطفال كان هبائا أم انه كان مجرد حلم في ظلام الليل ولم يخرج إلي النور وهو أشبه بصراع الجلّادين والضحايا. لم أخاطب من هم أشدّ تشاؤمًا في الوعي البشريّ من أنّ الإنسان شرّ محض، ومن أنّه «ليس بالإمكان أفضل ممّا كان». فنحن نستحق ما كُتب لنا، أمّا الفعل الإنسانيّ فلا يفعل شيئًا، بل الإنسانيّة نفسها لا تنتظر خير منها، الغد ليس أفضل من اليوم، لكنّ الأمس هو الأفضل.هكذا نفهم بعض أوجه الظواهر  التي نعيشها نتيجة الهزائم التي مُنيت بها الثورات العربيّة نفهم، مثلًا، ظاهرة الهجرة واللجوء اختيارًا لبلدان يُفترض أن تكون أشدّ اعترافًا بالفعل الإنسانيّ. نفهم أنّ البشر يمكنهم في تلك البلدان أن يؤثّروا ويغيّروا إذا فعلوا هذا أو فعلوا ذاك، وبأنّ الغد قابل لأن يكون مختلفًا عن اليوم، وأنّه بالتأكيد مختلف عن الأمس.إنّ في هذا كلّه لجوءًا إلى حيث يُحتَرم سعي البشر، وإلى حيث تُحترم الحياة ذاتها.ونفهم أيضًا، في هذا المناخ الكابوسيّ، ظاهرات كـ«داعش»، بوصفه التتويج الأعظم لفقدان الأمل بالبشر وبفعلهم الإنسانيّ. وبهدم القيم وتدمير الاوطان  في كلّ مكان وكلّ زمان. لقد ازدهر «داعش» في مناخ العفن الذي خلّفه اللجوء لمليان من السكّان مصحوبًا بالموت والسجن والتبديد ممّا طال خيرة شبّاب هذه المنطقة وبناتها.واللبنانيّون اليوم بين أكثر شعوب الأرض معاناةً ويأس وبؤس ويسعون لكسرها وتوسيع جراحها وحرقها بمن فيها ونهبها  هذا البؤس يفوق  الكارثة الإنسانيّة والاجتماعيّة التي تهوا بهم إلي بأر عميقه  وهم غير مدركين  مع كل هذا يكون التغيير،في حكم المستحيل.ويخرج دعاة الاستثناء العربي   ممّن قالوا مبكرًا، وبألسنة متفاوتة في عنصريّتها، إنّ العرب والديمقراطيّة ضدّان لا يلتقيان. اما عرب واما ديمقراطيه؟ هل تنجح التجربه التونسيه وتخرج من عنق الزجاجه ومن ظلام دامس لتغير يرا النور ام تهوا في مهب الريح كباقي الدول.صحيح أنّ تونس تعاني الكثير من الصعوبات  التي يتصدّرها وضعها الاقتصاديّ بالغ السوء،  ويؤجّجه تردّي أحوال الاقتصاد في العالم. لكنّها، مع هذا، تبقى الفرصة الوحيدة الضيّقة التي لا تزال متاحة للعرب كي يقولوا إنّ في وسع أفعالهم أن تؤثّر،وان تعود تونس من جديد  وإنّ الحياة على الأرض ليست أقلّ من الأرض نفسها: تدور ولا تقف.فهل تنجح تونس بأن تعبر ، رغم كلّ هذه الصعوبات ، وهل نجد من يقف بجانبها وهي في أمسّ الحاجة لمن ينقذها..

مشاركة :